النساء ثلاثــة
رُوي عن أبي معشر أنه حلف رجل أنه لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس لما قاسي من بلاء النساء فاستشار تسعة وتسعين نفساً وبقي واحد.
فخرج يسأل أيَّ مَنْ لقيه، فرأى رجلاً مجنوناً يقال له هبنقة، قد اتخذ قلادة من عظم وسوّد وجهه وركب قصبة كالفرس بزحمة فسلّم عليه وقال له مسألة فقال له: سل عمّا يعنيك وإياك وما لا يعنيك. قال: فقلت له إنني لقيت من النساء بلاء وآليت على نفسي أن لا أتزوج حتى أسأل مائة رجل إنك تمام المائة. فماذا تقول؟!
فقال: اعلم أن النساء ثلاثة: واحدة لك، وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك. فأما التي لك، فشابة ظريفة لم تمسها الرجال، إن رأت خيراً حمدت وإن رأت شراً قالت: كل الرجال كذا. وأما التي عليك فامرأة لها ولد من غيرك فهي تسلخ الرجل وتجمع لولدها. وأما التي لا لك ولا عليك فامرأة قد تزوجت بغيرك قبلك، فإن رأت خيراً قالت: هذا ما نحب. وإن رأت شراً حنت إلى زوجها الأول.
فقلت: أنشدك الله ما الذي صيّر من أمرك ما أرى؟!
قال لي: أما شرطت عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك؟
فأقسمت عليه أن يخبرني. فقال: إنّي طلبت للقضاء فاخترت ما ترى على توليه ثم انصرف وتركني.
المصدر : منتديات مجالس الوفاء