تأملات ! بين الشك واليقين
ثم إنه .....
لاشي يستحق كل هذا الظلام فكل ما هناك - وحتى هنا - انني نسيت انك عمياء ,
ونثرت بعض احلامي في دروب النور علكِ تتعثرين بها وبالضوء ..... !
ثم اني .....
علمت ان كل الاشياء مقلوبه ..... !
وان الاشتياق لقاء ..... بعيدٌ عن ميقات الجسد , وان الغياب إيابٌ ..... بعيدٌ عن مرافئ الانتظار ,
وان الغدر وفاء ... يبعث الاشياء من جديد بعيدا عن سأم المواثيق وملل المواعيد ,
وان النهايه بدايه وان الاحتضار ولاده وان الصمت بوح وان الجفاء سلام ,
وان كل شي ضده نفس الشي ! وان الحب خرافه بل من اكاذيب المجانين !
وعلمت - ويبدو انه فيما بعد ايضا - انك لستِ فراشه كما كنت اظن ...
ولا انا مصباح كما كنتي تظنين ...
وان النور لايحرق شيئا آخر غير النور كما كنا لا نظن ... ! وليتني ما علمت !
ثم إنهم .....
اخبروني - وليتهم مافعلوا - ان الحنين يموت ويتبدد ككل الاشياء اللتي تولد وتهرم ثم تموت ,
وماكنت اظنه قبل ذلك !
واخبروني ايضا - وليتهم ايضا مافعلوا - ان الامل سراب العاشق الذي يصنعه ,
ثم يبث فيه من الاماني الخداعه ويمضي العمر يلاحقه ولايبلغه ,
عقوقٌ هذا للعقل واي عقوق ! وما كنت اظنه !
واخبروني - هم انفسهم وليتهم فعلوا ذلك قبل ذلك - ان الحقيقه تسير عاريه ,
تنادي حي على الصدق حي على الطُهر فيصفونها بالعاهره ,
ويقام عليها الحد وترمى بحجاره من زيف وقد كنت اظنه ... !
ثم اني اخبرتهم - وليتني لم اخبرهم -
ان النسور حين تصمت تبدأ الببغاوات بالثرثره وفرد العضلات ولكن على من ؟ ؟
ثم اني اخبرتهم - وليتهم يعقلون - انه كلما زادت الامور اللتي تشعركم بالحياء ,
كلما اقتربتم من الكمال , ولكن اين انتم من الحياء من انفسكم ؟ ؟
ثم اني اخبرتها - ولكنها لاتحب اخباري ولاتحب رسائلي - وخيرا فعلت ,
فما الذي يجذبها في أدبي معها !!
اخبرتها ان تتحاشى معي الاسئله كي لاتجبرني على الكذب ,
فالكذب يبدأ حقا عندما نكون مرغمين على الجواب ما عدا ذلك ,
فكل ما اقوله من تلقاء نفسي فهو صدق ! فالله در الصمت ما اعدله !
ثم اني اخبرتها - وليتها تفهم - ان كثيرا ما خرجت صداقات عظيمه من بدايات سيئه ,
وعداوات قديمه , فأي كفر ستقعين فيه عندما تجددين صداقتك معي !
ثم اني نصحتها ...
ان لاتدمن على شي اكثر من اللازم لأنه لاشك انه سينقطع يوما ما !
ثم اني اخبرتهم ...
ان الاغبياء نوعان : الذي يشك في كل شي والذي لا يشك في اي شي !
فهل جعلتم انفسكم بين الشك واليقين لكي تبتعدوا عن الغباء !
ثم اني استودعكم الله سائلا ربي ان يتقبل صيامكم وقيامكم ,
في امان الله .