سلسلة السيرة النبوية   50758410

سلسلة السيرة النبوية   73725310







سلسلة السيرة النبوية   55958210
سلسلة السيرة النبوية   50758410

سلسلة السيرة النبوية   73725310







سلسلة السيرة النبوية   55958210
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورقنوانين المنتديالتسجيلمدونة مجالس الوفاءدخول
ابرئ نفسي انا صاحب الموقع ، امام الله وامام جميع الزوار والأعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الأعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق

 

 سلسلة السيرة النبوية

اذهب الى الأسفل 
+2
الزعيم
محاسن
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محاسن

سلسلة السيرة النبوية   13451611
محاسن


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   310

سلسلة السيرة النبوية   Mod10

سلسلة السيرة النبوية   100111


سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12

سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 2
الجنس : انثى
عدد المشاركات : 1033
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
تاريخ الميلاد : 09/11/1982
العمر : 41
الاقامه : السودان
رسالة SMS :



الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 9:59 am


اولا : تعريف بمحمد عليه الصلاة والسلام
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم
ولد سنة 570م وتوفي سنة 633م

كل ما سيتم سرده ضمن هذه المقالة تم نقله من كتب، مخطوطات ونصوص معتمدة بالإضافة إلى روايات نقلت عن أشخاص شهدوا الأحداث بالفعل. المراجع التي تم الاعتماد عليها كثيرة جدا لا يتسع لنا ذكرها هنا، حفظت على مر العصور دون أي تحريف من قبل كل من المسلمين وغير المسلمين.

يتسائل الكثيرون في أيامنا هذه عن الرسول (صلي الله عليه وسلم) . من هو بالضبط؟ إلى ما كان يدعو؟ لما يحبه الكثير من الناس ولا يفعل البعض منهم؟ هل كرس حياته من أجل الدعوة؟هل كان رجلا مقدسا؟هل كان رسولا من عند الله؟ ما هي حقيقة هذا الرجل؟ أحكم بنفسك!

سنسرد ضمن النقاط التالية الحقائق التي رواها الآلاف من الناس، منهم من عاصر الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) وعرفه شخصيا.

· يعود نسبه إلى سادة مكة وأعرق قبائلها.
· اسمه " محمد " مشتق من المصدر " حَمْدْ " والناس منذ زمانه وحتى هذه اللحظة وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها يصلون عليه مرات عديدة في اليوم واليلة – صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم-
· لم يمارس أبدا عادات القبيلة في عبادة الأصنام والأوثان أو الآلهة التي كانوا يصنعونها بأيديهم.
· كان يؤمن بأن الإله المعبود هو إله واحد ويجب أن يعبد لوحده دون أي شريك.
· كان يجل ويوقر اسم الله ولم يتخذه ابدا هزوا أو سخريا ولم يستخدمه لأغراض أو مصالح لا جدوى منها.
· كان يحتقر العبادات الخاطئة وكل ما يترتب عليها من سلوكيات ومعاملات منحطة.
· التزم بتطبيق جميع التعاليم الدينية " تعاليم الله الواحد" كما فعل الانبياء من قبله.
· لم يزن قط . وكان ينصح الآخرين بعدم ارتكاب هذا الفعل المشين.
· كان يحرم الربى كما فعل من قبله المسيح عليه السلام بقرون.
· لم يقامر قط ولم يسمح بهذا الفعل.
· لم يشرب الخمر، مع انها كانت عادة جاهلية منتشرة بين الناس آنذاك.
· لم يغتب أحدا أبدا وكان يعرض عما يسمعه من غيبة ونميمة.
· كان دائم الصوم تقربا من الله تعالى وإعراضا عن الشهوات من حوله.
· قال بأن المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- هو معجزة الله في خلقه وبأن أمه العذراء من بين أفضل خلق الله تعالى.
· أكد –عليه الصلاة والسلام- حتى ليهود المدينة بان عيسى –عليه السلام- هو المسيح الذي ذكر في التوراة.
· وقال بأن المعجزات التي جاء بها عيسى -عليه السلام- (من إبراء الأكمه والابرص وإحياء الموتى) هي من عند الله.
· كما اعلن بوضوح بأن عيسى –عليه السلام- لم يمت ، بل إن الله رفعه إلى السماء.
· وقد تنبه (صلي الله عليه وسلم ) بوحي من الله، بأن المسيح سيعود آخرالأيام ليقود المؤمنين الى النصر على أعداء الحق ويقتل المسيح الدجال.
· كما أمر (صلي الله عليه وسلم) بدفع الزكاة للفقراء وكان الحامي والمدافع عن الأرامل واليتامى وأبناء السبيل.
· وأمر بلم شمل الاسرة الواحدة وتقديس الروابط الاسرية ، كما أعاد بناء العلاقات ما بين أفراد العائلة.
· حث اتباعه على الارتباط بالنساء عن طريق الزواج الشرعي وحرم الزنى.
· أكد –عليه أفضل الصلاة والسلام- على إعطاء النساء حقوقهن من مهر وإرث وأموال....
· كل سلوكياته النبيلة من صبر وتواضع وغيرهما أدت الى إعتراف الجميع ممن عرفوه بخلقه الحميد والذي لا مثيل له بين البشر.

أ‌- لم يكذب محمد –صلي الله عليه وسلم – قط ، لم يخن العهود ولم يشهد الزور أبدا. كان معروفا من قبل جميع القبائل في مكة واشتهر بالصادق الأمين.
ب‌- لم يزن – صلي الله عليه وسلم – أبدا، ولم تكن لديه علاقات خارج إطار الزواج ولم يتقبل تلك الأفعال مع إنها كانت عادات منتشرة في ذلك الوقت.
ت‌- لم يرتبط بأي إمرأة إلا في إطار الزواج الشرعي وبوجود شهود حسب القانون.
ث‌- علاقته بالسيدة عائشة – رضي الله عنها – كانت علاقة زواج شرعي عرفنا تفاصيله من الأحاديث التي روتها السيدة عائشة كأسمى علاقة بين رجل وإمرأة مليئة بالحب والاحترام. تعتبر السيدة عائشة إحدى أفضل من روى الأحاديث عن الرسول – صلي الله عليه وسلم – ولم تكن يوما إلا زوجة لرسول الله ، لم تكن على علاقة بأي رجل آخر غير الرسول ولم تقل عنه – صلي الله عليه وسلم – أي موقف سلبي أبدا.
ج‌- حرم – صلي الله عليه وسلم – القتل حتى يتبين من حكم الله في الموقف. اما تعاليم الله بهذا الخصوص: فقد أحل الله قتل كل من يتعرض للمسلمين وللإسلام بقتال ولكن مع المحافظة على الحدود التي بينها الله تعالى بخصوص هذا الامر.
ح‌- لقد حرم الإسلام قتل النفس البريئة.
خ‌- لم تحدث أبدا أية إبادة جماعية لليهود. لقد طلب لهم الرسول الكريم العفو وأمن لهم الحمايه حتى بعد أن نقضوا عهودهم معه – صلي الله عليه وسلم – عدة مرات. ولم يتصد لهم الرسول إلا بعد أن اتضح له بإنهم خانوه وأرادوا أن يوقعوا به وبالمسلمين. والقصاص لم يطبق إلا على الذين ثبتت خيانتهم لله ولرسوله الكريم.
د‌- اشتهرت القبائل آنذاك بتملك الخدم والعبيد إلى أن جاء الإسلام ليأمر بتحرير الرقاب . وقد قام الرسول بتحرير الكثير من الرقاب وأمر جميع اتباعه القيام بذلك. حتى أنه – صلي الله عليه وسلم- حرر خادمه – والذي كان بمثابة الإبن له – زيد بن حارثة وقام ابو بكر الصديق رضي الله عنه بشراء بلال الحبشي – أول مؤذن في الإسلام – فقط من أجل تحريره.
ذ‌- أما بالنسبة للذين كانوا يحاولون النيل من الرسول وقتله، ( وأشهر حادثة هي التي حدثت عندما نام سيدنا علي كرم الله وجهه في فراش رسول الله ليلة خروجه إلى المدينة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ) ،فلم يأمر الرسول أحدا أبدا بمعاقبة المتورطين بمثل هذه الأفعال. وأكبر دليل على ذلك عندما دخل الرسول وأتباعه فاتحين مكة كانت أولى أوامره لأتباعه عدم إيذاء أيا ممن كانوا يؤذونه وصحابته ( صلي الله عليه وسلم ). تلك هي إحدى مشاهد العفو والسماح في حياة رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ).
ر‌- لم يسمح للمسلمين بالقتال في السنوات الثلاثة عشر الأولى من الدعوة. الأمر لم يكن متعلق بمقدرتهم على القتال لأنهم كانوا متمرسين على ذلك بسبب طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها والنزاعات التي طال أمدها بين القبائل، ولكن الامر الإلهي بالقتال لم يكن قد نزل بعد. اما بعد أن شرع الله تعالى القتال شرع معه الواجبات والحقوق المترتبة على ذلك وبين حدود الله فيه. كانت الاوامر الإلهية بخصوص موضوع القتال واضحة وصريحة بالنسبة لمن سيُقاتل وكيف ومتى وما الحدود الواجب عدم تخطيها.
ز‌- يمنع الاسلام من تدمير البنية الأساسية منعا باتا إلا إذا أمر الله بذلك وفقا لمواقف معينة.
س‌-بينما كان اعداء الإسلام يسعون إلى إيذاء الرسول بشتى الوسائل وشتمه، كان (صلي الله عليه وسلم) يدعو لهم بالهداية. وخير دليل على ذلك رحلته ( صلي الله عليه وسلم ) إلى الطائف والتي أُذي فيها رسول الله إيذاءا شديدا ابتداءا من رفض مقابلته من قبل أعيان القبائل وانتهاءا بضربه وقذفه بالحجارة من قبل الأطفال الذين خرجوا خلفه حتى أدمت قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم. وعندما نزل جبريل عليه السلام لينتقم له من أعداءه وعرض عليه ان يأمر ملك الجبال ليطبقها عليهم، رفض ( صلي الله عليه وسلم ) ذلك ودعا لهم بالهداية وقال " عسى أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله" .كل ما اراده الرسول الكريم هو توصيل الرسالة ولم يهتم بنفسه وبمدى الضرر الذي أصابه.
ش‌- وقد قال الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) بأن كل مولود يولد على الفطرة ( على الإسلام : والاسلام يعني الخضوع الكامل لله واتباع أوامره ) ولكن تأثره بالمجتمع الذي يعيش فيه والتربية التي يتلقاها تغير ما بداخله من فطرة سليمة.
ص‌- علم الرسول الكريم صحابته والمسلمين جميعا أن يعبدوا الإله الواحد إله آدم ونوح وإبراهيم ويعقوب وموسى وداوود وسليمان وعيسى عليهم السلام جميعا وأن يؤمنوا بهم جميعا رسل وانبياء وعبيد لله الواحد. كما اكد على احترام وتقديس جميع الانبياء دون التفريق بينهم.
ض‌- كما قال بان أصول التوراة والزبور والإنجيل هي من نفس المصدر الذي أتى منه القرآن – ألا وهو الله –
ط‌- تنبأ الرسول – بوحي من الله – بالكثير من الاحداث وتمت بالفعل، كما أخبر عن أحداث ستحصل بالمستقبل وحدثت كذلك.
ظ‌- لقد جاء في القرآن قصة غرق فرعون عندما لحق بنبي الله موسى عليه السلام وهو خارج من مصر " اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" وجاء العالم الفرنسي موريس بوكاي في كتابه " الإنجيل، القرآن والعلم " ليؤكد هذه الحقيقة التي أذهلت العالم عندما توصل من خلال التحاليل التي اجراها على مومياء "فرعون " بأن عليها آثار ملح باقية بسبب غرقه في البحر، وهذا ما ذكره الله تعالى في القرآن منذ أكثر من 1400 سنة.
ع‌- ان احداث قصة غرق فرعون كانت قبل بعثة الرسول (صلي الله عليه وسلم) بآلاف السنين وذكرت في القرآن الكريم ولم تظهر هذه الحقيقة للعالم إلا منذ عقود قليلة أي بعد أكثر من 1400 سنة على نزول القرآن...فكيف للرسول أن يعلم هذا لو لم يكن القرآن كلام الله الواحد الأحد.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محاسن

سلسلة السيرة النبوية   13451611
محاسن


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   310

سلسلة السيرة النبوية   Mod10

سلسلة السيرة النبوية   100111


سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12

سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 2
الجنس : انثى
عدد المشاركات : 1033
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
تاريخ الميلاد : 09/11/1982
العمر : 41
الاقامه : السودان
رسالة SMS :



الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:00 am





1-محمد صلى الله عليه وسلم أميناً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ))آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)) متفق عليه

-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)) رواه مسلم.

- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد. حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة)) رواه مسلم.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا)) رواه مسلم.

وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟)) قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ((أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غشنا فليس منا)) .







2-محمد صلى الله عليه وسلم صادقاً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) متفق عليه.

-عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) متفق عليه



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل قال هرقل: فماذا يأمركم (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) قال أبو سفيان: قلت يقول ((اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة)) متفق عليه.









3-محمد صلى الله عليه وسلم متحدثاً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والكلمة الطيبة صدقة)) متفق عليه.

-عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث)) متفق عليه.

ورواه أبو داود وزاد: قال أبو صالح قلت لابن عمر: فأربعة، قال: لا يضرك.

ورواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتناجى اثنان دون واحد)) .





من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. رواه البخاري.





5-محمد صلى الله عليه وسلم حليماً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)) رواه مسلم



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء. متفق عليه





6-محمد صلى الله عليه وسلم رفقيا

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)) متفق عليه.

- وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)) رواه مسلم.





من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)) رواه البخاري. ((السجل)) بفتح السين المهملة وإسكان الجيم: وهي الدلو الممتلئة ماء، وكذلك الذنوب.





7-محمد صلى الله عليه وسلم متواضعاً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد)) رواه مسلم.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن الأسود بن يزيد قال سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (يعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رواه البخاري.







8-محمد صلى الله عليه وسلم رفيقاً بكل من حوله حتى الحيوانات

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا! لعن الله من فعل هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا. متفق عليه.

((الغرض)) بفتح الغين المعجمة والراء وهو الهدف والشيء الذي يرمى إليه.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها)) ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: ((من حرق هذه؟)) قلنا نحن، قال: ((إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار)) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

قوله ((قرية نمل)) معناه: موضع النمل مع النمل.







9-محمد صلى الله عليه وسلم رحيماً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه)) رواه البخاري.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه. فقال: ((ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)) متفق عليه.

زاد البخاري في رواية له: ((وصلوا كما رأيتموني أصلي))

قوله ((رحيما رفيقا)) روي بفاء وقاف، وروي بقافين.



10-محمد صلى الله عليه وسلم زاهداً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله)) متفق عليه.

-عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!)) رواه مسلم.

-عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس. فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أصاب الناس من الدنيا فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي، ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. رواه مسلم.

((الدقل)) بفتح الدال المهملة والقاف: رديء التمر.



-عن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنهما قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا، ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة. رواه البخاري.

-عن عبد الله بن الشخير- بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين- رضي الله عنه أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: {ألهاكم التكاثر} ( قال: ((يقول ابن آدم: مالي مالي! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟!)) رواه مسلم.



- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض. متفق عليه.

وفي رواية: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض.

-عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال: ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا. متفق عليه.







11-محمد صلى الله عليه وسلم مودعا

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال: ((لا تنسنا يا أخي من دعائك)) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.

وفي رواية: قال ((أشركنا يا أخي في دعائك)) حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.



من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه. فقال: ((ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)) متفق عليه.

زاد البخاري في رواية له: ((وصلوا كما رأيتموني أصلي))

قوله ((رحيما رفيقا)) روي بفاء وقاف، وروي بقافين.





12-محمد صلى الله عليه وسلم شاكراً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبا من عزوراء نزل، ثم رفع يديه فدعا الله ساعة، ثم خر ساجدا فمكث طويلا، ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدا، فعله ثلاثا، وقال: ((إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا لربي شكرا، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا لربي شكرا، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي)) رواه أبو داود.



13- محمد صلى الله عليه وسلم عادلاً

من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:



-عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)) رواه مسلم.

-عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الظلمَ فإنَ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتقوا الشحَ فإنَ الشحَ أهلكَ من كانَ قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)) رواه مسلم

رياض الصالحين 204

من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:

-عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل ولدك نحلته مثل هذا؟)) فقال لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأرجعه)) متفق عليه.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:02 am



عظمة الرسول ورسالته الخالدة

رسول الله قدوتنالقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسوله بشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحقٍّ أن يكون رسول الله منقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.



فقد جاء رسول الله محمد بمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية، فتعامل رسول الله مع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات.



فلا يخلو -حقيقةً- أيُّ قول أو فعل لرسول الله من خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل -بلا مبالغة- إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله : "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].



فالعظمة في سيرة رسول الله محمد لا حدود لها.. لقد أثبت رسول الله أن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب الله ما هي إلاَّ قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول الله ترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صَدَقَت ووُفِّقت أم المؤمنين عائشة[2] -رضي الله عنها- في وصف أخلاق رسول الله عندما قالت: خُلق نبيِّ الله كان القرآن[3]، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته!



وكان خير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول الله برُوحه ولا يصاب بشوكة تؤذيه[4]. هكذا عاش محمد النبي في وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.



حب رسول الله

ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمد إلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسول واجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحبِّ والولاء، فهذا ما يحتاج منَّا إلى وقفة؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله!



فالحُبُّ الحقيقي للنبي يبدأ بمعرفتنا بسيرة رسول الله وهديه في كل شئون حياته؛ فهو الأسوة والقدوة، فقد قال في مدحه : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].



ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِ في كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله : "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً"[5].



فما أجمل أن يكون المسلم قدوة في العالمين بسلوكه وأفعاله! عندها ستقف كل الألسنة التي تذكر النبي بقول يُسيء إليه؛ لأنها ستعرف حقيقة دعوته من خلال سلوكنا وأفعالنا، فقديمًا قالوا: "عمل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل"[6].



والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مقصِّرون تجاه رسول الله ؛ فأغلب العالم لا يعرف شيئًا عن أخلاق رسول الله محمد وإنسانيته وتعاملاته ؛ فيظهر لذلك من حين لآخر هجوم فكري وإعلامي عنيف على شخصه .



وينظر المسلمون لهذا الهجوم نظرات متباينة؛ فمنهم من يقول: إن الهجوم على الإسلام أو على رسوله الكريم ليس إلاَّ حالات فردية لمن يبتغون الشهرة. في حين يرى آخرون أن وراءه من يحملون أحقادًا على الإسلام، ومنهم من يُلقي التبعة كلها على المسلمين وتخاذلهم في الدفاع عن النبي ، والتعريف به شرقًا وغربًا.



ولكننا ونحن ننطلق لنقدم رسول الله للعالمين يجب أن نضع في أذهاننا كل هذه الأمور وتداخلها بشكل لافت للنظر؛ لكي نستطيع الوصول إلى العقلية الغربية التي تحتاج مِنَّا إلى جهد كبير لإزالة ما ترسَّخ فيها من قيم ومبادئ بعيدة كل البُعْدِ عن حقيقة الإسلام وعظمة رسول الله ، كما يجب أن نضع في أذهاننا كذلك أن المجتمع الغربي ليس سواءً في تعامله مع الإسلام ورسول الله ؛ فهناك العقلاء المنصفون، وهناك المغيَّبون الذين لا يدركون حقيقة الأمور.. وغيرهم، وألاَّ ننسى أن دعوتنا لهم يجب أن تنطلق من قول ربِّنا I: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].



فهيَّا بنا لِنُعَرِّف بالرسول شرقًا وغربًا، بفكر واعٍ ووسيلة مبتكرة، وبحبٍّ عميق ورغبة أكيدة في هداية البشرية جميعًا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:02 am




وإنك لعلى خلق عظيم تسمو أخلاق رسول الله سموًّا لا يدانيه سموٌّ، فكان بحقٍّ إنسانًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وظلال، فالله I يصطفى لنبوَّتِه ورسالاته خير البشر، وأكملهم عقلاً، وأقواهم نفسًا، وأنورهم قلبًا، وأقدرهم على تحمُّل المسئولية؛ لأنهم -صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا- قدوة لبني البشر، ورسولنا كان المنارة التي يهتدي بها السائرون في ظلمات الجهل، فكانت أخلاقه قمَّة سامية، ومعاملاته نبعًا صافيًا.



وإن المتأمِّل في سيرة رسول الله يجدها نبعًا سخيًّا، ومصدرًا ثريًّا لكل أنواع العظمة الإنسانيَّة، وكيف لا يكون كذلك وقد اصطفاه الله على بني آدم، وختم به أنبياءه ورسله، فكانت حياته أنصع حياة عرفتها الإنسانيَّة منذ نشأتها، فاستحقَّ رسول الله وصفَ الله تبارك وتعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].



وكان كمال أخلاقه دليلاً على نبوَّته ؛ لذلك آمن الكثير بنُبُوَّته بعد أن شاهدوا هذه الأخلاق بأعينهم، أو قرءوا عنها بعد وفاة رسول الله ، وهي أخلاق عملية ظهرت في أروع صورها في كل باب من أبواب الأخلاق المعروفة.


عظمة أخلاق رسول الله

لقد كان رسول الله أُسوة حسنة، ومثالاً يُحتذى به في كل شيء، فكانت أخلاقه مثالاً للفرد والجماعة، ودليلاً أكيدًا على نُبُوَّته ؛ فقد استطاع بالمنهج الربَّاني الذي أُوحي إليه أن يبني أُمَّة من لا شيء، وأن يُقيم حضارة استحال على الزمان أن يجود بمثلها، هذه الحضارة بُنِيَتْ دعائمها على الأخلاق؛ لذلك قال : "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].



ويكفى رسول الله محمد شرفًا أن الله I قد شهد له بعظمة الأخلاق فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وهذه الشهادة الكبرى من الله في حقِّ نَبِيِّه دليل على أن أخلاقه كانت عظيمة منذ خلقه الله I؛ ولذلك اشتهر بين قومه بالصادق الأمين، ولم يجرؤ أحد منهم على وصفه بالكذب أو الخيانة، بل افتروا وسائل أخرى لصدِّ الناس عنه؛ كالجنون والسحر.. وغير ذلك، ولم يكن وصف الله تعالى لنبيِّه محمد بعظمة الأخلاق وصفًا لحاله فقط، بل إشارة منه I إلى أن الأخلاق الحسنة ممَّا لا تجامع الجنون أو السحر أو غير ذلك ممن افتروه على رسول الله r، وأنه كلمَّا كان الإنسان أحسن خُلُقًا كان أبعد ما يكون عن الجنون[2].


شواهد عظمة أخلاق النبي

ومن شواهد عظمة أخلاق رسول الله ، أنه انبهر الكثيرون -أعداؤه قبل أصحابه- بأخلاقه ، فكانت سببًا في إسلام بعضهم، فلننظر إلى ملك عُمَان المعاصر لرسول الله وهو الجُلَنْدى[3]؛ الذي انبهر بأخلاقه ، فقال: "والله لقد دلَّني على هذا النبيِّ الأُمِّيِّ أنه لا يأْمُرُ بخير إلاَّ كان أوَّل آخذ به، ولا يَنْهَى عن شيء إلاَّ كان أوَّل تارك له، وأنه يَغْلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد وينجز الموعود، وأشهد أنه نبي"[4].


تكافؤ وتكامل أخلاق رسول الله

ومن عظمة أخلاق رسول الله أنها متكاملة ومتكافئة؛ بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر من أخلاقه ، فكان صبره مثل شجاعته، وأمانته مثل كرمه، وصدقه مثل حلمه.. وهكذا لا نجد له خُلُقًا في موضعه من الحياة يزيد وينقص على خُلُق آخر في موضعه، وهذا التكافؤ الخُلُقِيّ لم تعرفه الحياة الواقعية لإنسان غير محمد [5]؛ لذلك قال الشاعر الألماني جوته: "بحثتُ في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد "[6].



كان خلقه القرآن وكان القرآن الكريم هو المنبع الرئيسي الذي استمدَّ منه رسول الله محمد أخلاقه، فأضفى على كماله الخلقي كمالاً، وعلى جميل أدبه جمالاً، وذلك بتوجيهه لكل خير، وإرشاده لكل معروف، حتى أصبح كأنه قرآنًا يمشي على الأرض في أفعاله وأقواله؛ لذلك قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما سألها سعد بن هشام بن عامر عن خُلُق رسول الله : ألستَ تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى. قالت: فإنَّ خُلق نبيِّ الله كان القرآن[7]. وفي رواية أخرى قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان خلق رسول الله القرآن. ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين اقرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [لمؤمنون: 1]. حتى بلغ العشر، فقالت: هكذا كان خلق رسول الله[8]. فما أدقّ وصف أُمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لأخلاق النبي .



كما كانت رؤية النبي محمد لطبيعة الإسلام رؤية مبنيَّة على مكارم الأخلاق، وهذا ما فهمه العرب منذ بداية دعوته إلى الإسلام، فعندما عرض محمد نفسه -مثلاً- على وفد بني شيبان بن ثعلبة -وكان في القوم مفروق بن عمرو، والمثنى بن حارثة، وهانئ بن قبيصة، والنعمان بن شَرِيك- فتلا عليهم رسول الله قول الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151]. فقال مفروق: ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. فتلا رسول الله قوله I: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]. فقال مفروق: دعوتَ والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، ولقد أُفِكَ[9] قومٌ كذبوك وظاهروا عليك[10].



ولقد ظهر تعظيمه للأخلاق في كثير من كلماته وأحاديثه، فها هو رسول الله محمد يقول معلِّمًا لأصحابه: "إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ"[11].



ولم تكن هذه الأخلاق مقصورة على قوم دون آخرين أو طائفة دون طائفة، بل ظهرت واضحة جلية في كل تعاملاته؛ فقد كان كثير المخالطة لأصحابه، لم يعتزل عنهم أبدًا، كان يُجالس الفقراء، ويرحم المساكين، وتسير به الأَمَة في شوارع المدينة أينما شاءت، وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويزور أصحابه في بيوتهم، ويزورونه في بيته، وهو في كل ذلك دائم الابتسامة، منبسط الأسارير، متهلِّل الوجه، وكان رحيمًا بأُمَّته تمام الرحمة، ما خُيِّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه، وكان كثير العفو حتى عَمَّن ظلمه وبالغ في ظلمه.


أخلاق الرسول مع أعدائه

كما كانت أخلاق رسول الله عظمة في بيته، وفي تعامله مع غير المسلمين في مجتمعه، بل وتميز أيضًا بمعامله أعدائه ومبغضيه بكل رفق وأناة، وقد شهد بحسن خلقه أبو سفيان بن حرب قبل أن يُسلم وهو زعيم المشركين، فقال عند إسلامه: "والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم محاربي كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيرًا"[12].


شهادة وليم موير

بالمؤمنين رءوف رحيم وبعدُ، فإننا لن نستطيع أن نستقصي أخلاق الرسول في صفحات قليلة، فقد كانت أخلاق رسول الله محطَّ إعجاب كثير من المسلمين وغير المسلمين، فها هو ذا المستشرق البريطاني وليم موير[13] (1819-1905م)، يصف حياة رسول الله قائلاً: "كانت السهولة صورة من حياته كلها، وكان الذوق والأدب من أظهر صفاته في معاملته لأقلِّ تابعيه، فالتواضع، والشفقة، والصبر، والإيثار، والجُود صفات ملازمة لشخصه، وجالبة لمحبَّة جميع مَنْ حوله، فلم يُعرف عنه أنه رفض دعوة أقلِّ الناس شأنًا، ولا هديةً مهما صغرت، وما كان يتعالى ويبرز في مجلسه، ولا شعر أحد عنده أنه لا يختصُّه بإقبال وإن كان حقيرًا، وكان إذا لقي مَنْ يفرح بنجاحٍ أصابه أمسك يده وشاركه سروره، وكان مع المصاب والحزين شريكًا شديد العطف، حَسَنَ المواساة، وكان في أوقات العسر يقتسم قُوتَهُ مع الناس، وهو دائم الاشتغال والتفكير في راحة مَنْ حوله وهناءتهم"[14].



هذا هو رسولنا الذي نفخر به، وتفخر معنا البشريَّة كلها؛ فقد كان حقًّا خُلُقه القرآن.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:03 am




الصادق الأمين الصدق من أعظم الأخلاق التي يتَّصف بها إنسان؛ لذا كان محلَّ عناية القرآن؛ فقال تعالى موجِّهًا نداءه لكل مَنْ آمن به ربًّا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]؛ للدلالة على أن المجتمع المسلم يجب أن يتَّصف بهذه الصفة الرائعة صفة الصدق؛ لأنها مفتاح كل خير.


الصدق في حياة رسول الله

كان رسول الله مثالاً قدوة في صفة الصدق؛ فقَبْل بعثته لُقِّب من قِبَل قريش بالصادق الأمين؛ فقد كانوا يستودعون رسول الله حوائجهم، ويأتمنونه على أشيائهم وأسرارهم، وحينما بُعِث رسول الله وأظهر له بنو جلدته وعشيرته العداوة والبغض والكره والحرب؛ ظلَّ رسول الله على حُسْنِ خُلُقه، وظهر ذلك في ردِّ الأمانات إلى قوم جعلوا أنفسهم أعدى أعدائه[1].



وعندما أمره الله بإنذار عشيرته الأقربين صعِد على جبل الصفا، وقال: "أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا...[2].



كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا[3]، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون... فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ"[4].



وأكبر من هذا كله شهادة رب العالمين على صدقه فقال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33]، والذي جاء بالصدق هو نبينا محمد ، والذي شهد لما جاء به هو الله I في قرآنه المنزَّل من فوق سبع سماوات، ويقول ابن عاشور معلقًا على هذه الآية: "الذي جاء بالصدق هو محمد رسول الله ، والصدق هو القرآن"[5].


حث رسول الله على الصدق

كان رسول الله دائمًا ما يحثُّ المسلمين على الصدق في أقوالهم وأفعالهم فيقول : "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"[6].



بل ويُوَجِّه رسول الله خطابه للمسلين قائلاً لهم: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ؛ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ"[7].



ومن عظمة رسول الله التربوية ما تركه في نفوس أحفاده والمسلمين من حُبِّ الصدق، وأكبر دليل على ذلك ما رواه أبو الحوارء السعدي حيث قال: قلتُ للحسن بن علي t: ما حفظت من رسول الله ؟ قال: حفظت من رسول الله "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ"[8].


صدق رسول الله في الفكاهة

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان رسول الله مُتَّصِفًا بهذه الصفة في كل أفعاله وأقواله؛ حتى في وقت المرح والفكاهة التي يظنُّ البعض أن الكذب فيها مباح، فعن أنس بن مالك أن رجلاً أتى النبي فاستحمله، فقال رسول الله : "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ". قال: يا رسول الله، ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله : "وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ؟!"[9]. فكانت هذه الفكاهة من النبي مع رجل من عامَّة المسلمين من باب تقارب النفوس، وزيادة المحبة، ولكنه لم يستعمل فيها إلاَّ الصدق.


صدق رسول الله في الحرب

وكذلك كان حال رسول الله في وقت الحرب، الذي أجاز فيها النبي الكذب على الأعداء اتِّقاء لشرِّهم ودفعًا لضررهم[10]، ولكن رسول الله لم يقل أيضًا إلاَّ صدقًا، ولننظر إلى موقفه قُبيل غزوة بدر، التي خرجت فيها قريش لتستأصل المسلمين، فخرج رسول الله ومعه أبو بكر الصديق t؛ ليتعرَّفَا أخبار قريش فوقفا على شيخٍ من العرب، فسأله رسول الله عن قريشٍ، وعن محمدٍ وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟



فقال رسول الله : "إذَا أَخْبَرْتنَا أَخْبَرْنَاكَ". قال: أذاك بذاك؟ قال: "نَعَمْ". قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به رسول الله - وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا. للمكان الذي فيه قريشٌ. فلمَّا فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله : "نَحْنُ مِنْ مَاءٍ". ثم انصرف عنه، قال يقول الشيخ: ما من ماءٍ؛ أمن ماء العراق؟[11].



وما أجمل أن نختم مقالنا هذا بقصة رسول الله مع وفد هوازن الذي عَلَّمَه فيه قيمة الصدق في أول يوم لهم في الإسلام، فقال له : "أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ..."[12].


شهادة كارليل على صدق رسول الله

هكذا كانت حياته حياة يملؤها الصدق في كل شيء، وهذا ما دعا كارليل إلى أن يقول: "... هل رأيتم قط أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دِينًا عجبًا؟ إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب! فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجصِّ والتراب وما شاكل ذلك، فما ذلك الذي يبنيه ببيت؛ وإنما هو تلٌّ من الأنقاض وكثيب من أخلاط الموادِّ، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس[13]، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن، وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته. كذبٌ ما يذيعه أولئك الكفار، وإن زخرفوه حتى تخيَّلُوه حقًّا... ومحنةٌ أن ينخدع الناسُ شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل..."[14].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:04 am



ان الرحمة صفة من صفات الله تبارك وتعالى، ومن عظيم رحمة الله I أنه أرسل محمدًا وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. رحمةً للبشريَّة كلها، فكان الرسول الرحمة؛ لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهو ما أخبر به تعالى بقوله: { ولذلك كان الرسول الرحمة رسول الله كثيرًا ما يقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"[1]. فكانت رحمة رسول الله عامَّة للناس جميعًا، وخاصَّة كذلك لأُمَّته، ولننظر إلى حديث رسول الله الذي قال فيه: "إِنَّمَا
مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا
أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي
تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ
وَيَغْلِبْنَهُ، فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ[2] عَنِ النَّارِ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ[3] فِيهَا"[4]. فهذه رحمة غير مسبوقة، لا يماثلها أو يقترب منها رحمة في العالم. رسول الله رحمة للعالمين

لقد بعث الله رسول الله رحمة للعالمين، فقد شملت رحمة رسول الله
الكبار والصغار، والرجال والنساء، والقريب والبعيد، بل الصديق والعدوَّ،
كما أنها كذلك ليست محدودة بمكان أو زمان، وإنما هي لكل العالمين منذ بعثته
إلى يوم الدين؛ لذلك نجده يُعَلِّم أُمَّته خُلُق الرحمة قائلاً: "إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"[5]. فالرحمة التي ظهرت في كل أقوال وأعمال رسول الله
لم تكن رحمة مُتكلَّفة، تَحْدُث في بعض المواقف من قبيل التجمُّل أو
الاصطناع، إنما كانت رحمة طبيعيَّة تلقائيَّة مُشاهَدة في كل الأحوال، برغم
اختلاف الظروف وتعدُّد المناسبات، حتى إن هذه الرحمة غلبت على كل أخلاقه
فصارت أبرزها، وليس هذا عجيبًا؛ فإن المتدبِّرَ في القرآن الكريم يجد أن
أبرز الصفات الأخلاقية التي وردت في رسول الله كان خلق الرحمة. (الأخلاق في القرآن الكريم) صور من رحمة رسول الله

رحمة رسول الله بكبار السن والأطفال

أمّا عن صور الرحمة في حياة رسول الله فهي لا تعد ولا تحصى، ولننظر إلى رحمته بكبار السنِّ والأطفال؛ فعن رسول الله أنه قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا"[6]. فما أعظم هذا المجتمع الذي ربَّاه النبي ليتراحم الجميع فيما بينهم امتثالاً لأقواله ! رحمة رسول الله بالمخطئين

ونجد رسول الله رءوفًا رحيمًا بالمخطئين، الذين جاءوا يعترفون بذنوبهم، فقد لا يستطيع أحدهم أن يرفع عن نفسه حرج الذنب، فيأتي لرسول الله لعلَّه يرفع عنه ما أسرفه على نفسه، وسيرته مليئة بالشواهد الدالَّة على ذلك، ومن أمثلة ذلك ما يرويه أبو هريرة t فيقول: بينما نحن جلوسٌ عند النبيِّ ‏ ‏ ‏إذ جاءه ‏‏رجل‏ ‏فقال: يا رسول الله هلكْتُ. قَالَ: ‏"مَا لَكَ؟" قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ. فقال رسول الله : "‏هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟" قال: لا. قال: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟" قال: لا فقال: "فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟" قال: لا. قال: فمكث النَّبيُّ ‏‏ ‏فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ ‏ ‏بِعَرَقٍ[7] ‏‏فيها تمر، قال: "أَيْنَ السَّائِلُ؟" فقال: أنا. قال: "خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ". فقال‏ ‏الرَّجل: ‏ ‏أعلى أفقر منِّي يا رسول الله؟ فواللَّه ما بين ‏لابَتَيْهَا[8] -‏يُرِيدُ ‏الْحَرَّتَيْنِ-‏ ‏أهل بيتٍ أفقر من أهل بيتي. فضحك النبيُّ ‏ ‏حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثمَّ قال: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ"[9]. فما أرحم هذا التعامل من رسول الله ! فقد ظلَّ
يُعَدِّد عليه وسائل الكَفَّارة بلا انفعال أو غضب، بل قابل الأمر
بالابتسامة التي تعطي المخطئ نوعًا من الاطمئنان النفسي، وعندما أبدى الرجل
عجزه عن فعل أيٍّ منها لم ينزعج رسول الله ؛ بل جاء له بتمر صدقةٍ أتاه، وقال له: خذ هذا التمر وكفِّر به عن ذنبك. رحمة رسول الله في مجال العبادة

وظهرت رحمة رسول الله كذلك في مجال العبادة؛ فقد شكا إليه رجل، فقال: والله يا رسول الله، إني لأتأخَّر عن صلاة الغداة[10] من أجل فلان ممَّا يُطيل بنا. فما رأيتُ رسول الله في موعظة أشدَّ غضبًا منه يومئذ، ثم قال: "يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَمَنْ أَمَّ النَّاسَ
فَلْيَتَجَوَّزْ؛ فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَذَا
الْحَاجَةِ"[11]. رحمة رسول الله مع الأسرى

كما تجلَّت مظاهر الرحمة في تعامل رسول الله مع الأسرى؛ فها هي سفانة ابنة حاتم الطائي[12] التي أُسِرت في حرب مع قبيلة طيِّئ، فجُعِلَت في حظيرة بباب المسجد، فمرَّ بها رسول الله ؛ فقامت إليه، وكانت امرأةً جَزْلة[13]؛ فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد[14]، فامْنُنْ علَيَّ مَنَّ الله عليك... فقال رسول الله : "قَدْ فَعَلْتُ[15]،
فَلا تَعْجَلِي بِخُرُوجٍ حَتَّى تَجِدِي مِنْ قَوْمِكِ مَنْ يَكُونُ لَهُ
ثِقَةً حَتَّى يُبَلِّغَكِ إلَى بِلادِكِ، ثُمَّ آذِنِينِي". تقول ابنة حاتم الطائي: وأقمْتُ حتى قَدِمَ رَكْبٌ من بَلِيٍّ أو قضاعة، وإنما أُرِيد أن آتي أخي بالشام،
فجئتُ فقلتُ: يا رسول الله، قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقةٌ وبلاغ. قالت:
فكساني، وحَمَلَني، وأعطاني نفقة، فخرجتُ معهم حتى قَدِمْتُ الشام[16]. وهنا وقفة مع هذا الموقف العظيم؛ نرى فيه بوضوح هذا التعامل الإنساني الرحيم من رسول الله
لها أن تخرج منفردة وحيدة، بل طلب منها ألاَّ تتعجَّل بالخروج حتى تجد من
قومها مَنْ يكون ثقة فتسير معه. مع هذه الأسيرة؛ حيث لم يَرْضَ الرسول
الكريم رحمة رسول الله بالحيوان

بل إن رحمة رسول الله
تجاوزت البشر لتصل إلى الحيوان، من الدوابِّ والأنعام، والطير والحشرات،
فنرى في سيرته أنه يخبر عن زانية غفر الله لها لتحرُّك الرحمة في قلبها
لكلب[17]!
وتتجاوز رحمته البهائم إلى الطيور الصغيرة التي لا ينتفع بها الإنسان
كنفعه بالبهائم، ولننظر إلى رحمته بعصفور! حيث يقول رسول الله : "مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا‏ عَجَّ‏ ‏إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ"[18]. إنها الرحمة المتجرِّدة عن أي هوًى، والتي ليس من ورائها نفع دنيوي ولا هدف شخصي، فما أروعها من رحمة تمسح الآلام وتخفِّف الأحزان. د.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:05 am




العدل
خُلُق كريم وصفة عظيمة جليلة، محبَّبة إلى النفوس، تبعث الأمل لدى
المظلومين؛ لذلك جاء أمر الله صريحًا في القرآن الكريم، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90]. كما أمر الإسلام بالعدل مع العدوِّ رغم شدَّة كراهيتنا لأفعاله، فقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]. فالعدل يُعيد الأمور إلى نصابها، وبه تؤدَّى الحقوق لأصحابها، وما وُجِد في قوم إلاَّ سعدوا، وما فُقِد عند آخرين إلاَّ شقُوا. رسول الله يعلم أصحابه العدل

لقد حرص رسول الله على تعليم أصحابه قيمة العدل مبيِّنًا لهم عظيم أجره يوم القيامة، فقال رسول الله : "إِنَّ
الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا"[1]. هكذا غرس رسول الله صفة العدل في قلوب أصحابه، ثم كان المثل الأعلى في تنفيذ تلك الأوامر، فكان خُلُقُ العدل غريزة فُطر عليها رسول الله منذ حداثة سنِّه؛ فقد شهد حلف الفضول[2] الذي عقده نفر من قريش لنصرة المظلوم في دار عبد الله بن جُدْعان، وذلك قبل بَعثته، وكذلك لمَّا اختلفت قريش على رفع الحجر الأسود عند بناء الكعبة رضيتْ به حكمًا عادلاً؛ مع أن قبيلته قبيلة بني هاشم طرف في القضية، إلاَّ أنهم من فرط ثقتهم في عدله قبلوا به حكمًا. حرصه على العدل وخوفه من الظلم

لقد حرص رسول الله على العدل، وبعدما أرسله الله I للعالمين أقام رسول الله العدل بين أصحابه، وجعله شِرعة ومنهاجًا في كل موقف وكل لحظة، ولعلَّ من أشهر مواقف النبي التي ظهر فيها عدله وقوَّته في الحقِّ، ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- بقولها: إن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزوميَّة التي سرقت، فقالوا: ومن يكلِّم فيها رسول الله ؟ فقالوا: ومَنْ يجترئ عليه إلاَّ أسامة بن زيد حِبّ رسول الله . فكلَّمه أسامة، فقال رسول الله : "أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!". ثم قام فاختطب، ثم قال: "إِنَّمَا
أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ
الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا
عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا"[3]. ونجد رسول الله دائم الخوف من وقوع أي ظلم أو إجحاف بالناس، فعن سويد بن قيس قال: جلبتُ أنا ومخرفة العبدي بزًّا[4] من هجر، فجاءنا رسول الله ، فساومنا سراويل، وعندنا وزانٌ يزن بالأجر، فقال له النبي : "يَا وَزَّانُ، زِنْ وَأَرْجِحْ"[5]. لقد التزم رسول الله بالعدل والقسط منهجًا له طيلة حياته، وامتلأت كتب السيرة بمواقف نبويَّة يتعجَّب لها القارئ من قوَّة رسول الله
في تمسُّكه بالعدل والقضاء الحقِّ على نفسه وأهل بيته، وعلى المحيطين به،
سواء كان هذا العدل في حدٍّ من حدود الله، أو في الأمور السلميَّة أو
الحربيَّة، وغيرها من الأحوال العامَّة، وقد أراد أحد المنافقين أن ينتقص
من عدل رسول الله ، فردَّ عليه وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ..."[6]. مستنكرًا بقوله: " عدل رسول الله مع زوجاته

كما التزم النبي - أيضًا - بالعدل مع زوجاته حتى في أبسط الأمور؛ فعن أنسٍ قال: كان النبي عند بعض نسائه، فأرسلتْ إحدى أُمَّهات المؤمنين بصحفةٍ[7] فيها طعامٌ، فضربت التي النبي في بيتها يد الخادم فسقطت الصَّحفة فانفلقت، فجمع النبي فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطَّعام الذي كان في الصَّحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ".
ثمَّ حبس الخادم حتى أُتِيَ بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة
الصحيحة إلى التي كُسِرَتْ صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَتْ[8]. عدل رسول الله مع غير المسلمين

وامتدَّ قضاؤه العادل إلى غير المسلمين فعن عبد الله بن مسعود t أنه قال: قال رسول الله : "مَنْ
حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ؛ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ
امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". وقال الأشعث بن قيس[9]: كان بيني وبين رجلٍ من اليهود أرضٌ فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إلى النَّبيِّ ، فقال لي رسول الله : "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟" قلتُ: لا. فقال لليهوديِّ: "احْلِفْ". قال: قلتُ: يا رسول الله، إِذًا يَحْلف ويذهب بمالي. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77]، إلى آخر الآية[10]. إنه لموقف نادر حقًّا! إنه اختصام بين رجلين؛ أحدهما من صحابة الرسول والآخر يهودي، فيأتيان إلى رسول الله ليحكم بينهما، فلا يجد أمامه إلاَّ أن يطبِّق الشرع فيهما دون محاباة ولا تحيُّز، والشرع يُلزم المدَّعِي -وهو الأشعث بن قيس t-
بالبيِّنَة أو الدليل، فإن فشل في الإتيان بالدليل فيكفي أن يحلف
المدَّعَى عليه -وهو اليهودي- على أنه لم يفعل ما يتَّهمه به المدَّعِي،
فيُصَدَّقُ في ذلك، وذلك مصداقًا لقول رسول الله : "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ"[11]. فبِعَدْلِهِ ضرب المثل والقدوة لكل من ولي أمر الناس؛ حتى تسير الحياة كما يريدها الله, فتهنأ فيها النفوسُ, وتستريح الأفئدة، وتسعد البشرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:06 am




الإسلام دين يقوم على الكرم والعطاء؛ لذلك وصف الله I نبيَّه بالكرم والجود، فقال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 40، 41]. فكان وصف الله تعالى له
بالكرم دون غيره من أخلاقه العظيمة؛ لأن كل تلك الأخلاق مندرجة فيه،
فأخلاقه كلها عظيمة كريمة، قائمة على الكرم والبذل والسخاء، وهو ما كان
معروفًا به من قبل أن يأتيه وحي السماء. وصف كرم رسول الله

ها هي ذي خديجة -رضي الله عنها- تصف كرم رسول الله بقولها: "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ[1]، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"[2]. فهذه الأخلاق كلها ناشئة عن بالغ الكرم وعظيم الجود؛ إذ هي كلها تعني البذل والعطاء. كما وصف عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- كرم رسول الله فقال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ
أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ
يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ
رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"[3]. حث رسول الله أصحابه على الكرم

لو تأمَّلنا في سيرة رسول الله بعد البعثة لوجدناه دائمًا يحثُّ الصحابة على الإنفاق والكرم، فالكرم طريق السعة، والسخاء سبب النماء؛ لذلك قال النبي لصحابته ومِنْ بعدهم أُمَّتَه تعليمًا لهم وتربية لنفوسهم: "مَا
مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ،
فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ
الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"[4]. الكرم في حياة رسول الله

لقد كانت حياة رسول الله كلها كذلك تطبيقًا عمليًّا لما يؤمن به ويقوله، فنَعِمَ المسلمون في ظلِّ تعاليمه بالأمن والأمان، وصور كرم رسول الله كثيرة، فيُروى عن سهل بن سعدt، أنه قال: جاءت امرأةٌ إلى النبي بِبُرْدَةٍ، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي محتاجًا إليها فَلَبِسَهَا، فرآها عليه رجلٌ من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فَاكْسُنِيهَا. فقال: "نَعَمْ". فلمَّا قام النبي لاَمَهُ أصحابه، قالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي أخذها محتاجًا إليها ثم سألتَه إيَّاها، وقد عرفتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فيمنعه. فقال: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حين لبسها النبي ؛ لعلِّي أُكَفَّن فيها. وفي رواية قال سهل: فكانت كفنه[5]. ومن خلال هذا الموقف ندرك معنى حديث جابر t: "مَا سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لاَ"[6]. إذ هو برهان عملي على عدم ردِّ رسول الله في أشدِّ الحاجة إلى ما يُطْلَبُ منه. للسائلين، وإن كان وضرب رسول الله القدوة والمثل في الكرم والعطاء فقد جاءه مالُ البحرين -وكان أكثر ما أُتي به رسول الله - فقال : "انْثُرُوهُ[7] فِي الْمَسْجِدِ"[8]. فكان رسول الله دائمًا ما يبدأ بالعطاء قبل السؤال، وكان يسعد غاية السعادة بهذا الكرم والعطاء؛ لذلك كان رسول الله يقول: "مَا
يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، تَمْضِي عَلَيَّ
ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ،
إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ: هَكَذَا، وَهَكَذَا،
وَهَكَذَا. عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ..."[9]. فكان جوده وكرمه سببًا من أسباب إسلام الكثيرين؛ لأنه كان يُعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر، فعن أنس t قال: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ
فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ:
يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لاَ يَخْشَى
الْفَاقَةَ"[10]. ومن صور كرم رسول الله أن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ ابن عفراء -رضي الله عنها- قالت: أتيت رسول الله بِقِنَاعٍ[11] من رُطَبٌ، وَأَجْرٍ من قثَّاءٍ زُغْبٍ[12]، فأعطاني ملء كفه حليًّا. أو قالت: ذهبًا. وَقَالَ: "تَحَلَّيْ بِهَذَا"[13]. وهذا دليل على مبلغ كرمه ؛ حيث يجود النبي بكل ما أتى إليه من مال على المؤمنين رغم كونه يقبَل هذه الهدية المتواضعة من امرأة مسلمة ويكافئُها عليها تلك المكافأة العظيمة. فقيرًا لا يملك شيئًا من المال، بل إنه كما كان رسول الله
حريصًا كل الحرص على الكرم والعطاء، حتى قبل وفاته وهو على فراش الموت!
فقد بلغ بهذا الفعل درجة من الكرم لا يدانيها كرم أحد في العالمين، فقد
قالت عائشة -رضي الله عنها-: اشتدَّ وجع رسول الله وعنده سبعة دنانير أو تسعة، فقال: "يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟" فقلتُ: هي عندي. قال: "تَصَدَّقِي بِهَا". قالت: فشُغِلْتُ به، ثم قال: "يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟". فقلت: هي عندي. فقال: "ائْتِنِي بِهَا". قالت: فجئتُ بها، فوضعها في كفِّه، ثم قال: "مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟"[14]. ثم ها هي ذي أمُّ سلمة -رضي الله عنها- تدخل عليه فتجده وهو ساهم الوجه، فقالت: فحسبت أن ذلك من وجعٍ، فقلت: يا رسول الله، ما لك ساهم الوجه؟ فقال: "مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَهِيَ فِي خُصْمِ[15] الْفِرَاشِ"[16]. وفي رواية: "أَتَتْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا"[17]. كرم رسول الله يوم حنين

ومن أجمل المواقف التي نختم موقفه يوم حنين، والذي يدلُّ دلالة واضحة على عظيم كرم رسول الله ؛ فقد غنم هو أصحابه مغانم -في هذا اليوم- فاقت الوصف، حتى إن جُبير بن مطعم t أثناء عودته من حنين قال: عَلِقَتْ[18] رسولَ الله الأعراب يسألونه، حتَّى اضطرُّوه إلى سَمُرَةٍ[19]، فَخَطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله ، فقال: "أَعْطُونِي
رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ
بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلاَ كَذُوبًا، وَلاَ
جَبَانًا"[20]. الذي رافق النبي فلم
يكتنز رسول الله هذه الأموال لنفسه، ويوزع الفتات القليل منها على جنوده،
ولكنه r يعلم جيدًا أن المال وسيلة وليست غاية، فاستخدمه في تأليف قلوب
زعماء مكة كأبي سفيان، وحكيم بن حِزام، والحارث بن هشام أخو أبي جهل، والنضير بن الحارث أخو النضر بن الحارث شيطان قريش المعروف، والذي كان من ألدِّ أعداء الرسول ، وكما أعطى زعماء القبائل من الأعراب كعُيينة بن حصن زعيم قبيلة بني فزارة، والأقرع بن حابس زعيم بني تميم[21]؛ فكان جوده وكرمه سببًا من أسباب رسوخ الإسلام في قلوب هؤلاء، وغدت كلمة أنس t خير دليل على حالهم: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلاَّ الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها"[22]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:07 am






لقد ربَّى القرآنُ الكريم المؤمنين على الشجاعة، فكانت آياته المنبع الذي شربت منه الأُمَّة معنى وقيمة الشجاعة، فقال الله مخاطبًا الأُمَّة ورسولها : {فَلْيُقَاتِلْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
بِالآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ
يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74]. الشجاعة في حياة الرسول

إنّ حياة رسول الله القوليَّة والعمليَّة كانت نموذجًا عاليًا في الشجاعة، فعند التأمُّل في سيرة رسول الله نجد رسول الله يتعامل مع كل المواقف والمصاعب بقلب ثابت، وإيمان راسخ، وشجاعة نادرة؛ لذلك خاطبه الله I قائلاً: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 84]. وقد كانت هذه الشجاعة خُلقًا فطريًّا مزروعًا في قلب رسول الله منذ نشأته الأولى ؛ فها هو ذا يشارك أعمامه في (حرب الْفِجَار) وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره[1]. كما أنه غار حراء وسط الصحراء[2]؛ لذلك لم يكن غريبًا أن تظهر الشجاعة في كل ملمح من لمحات حياة رسول الله بعد بعثته. ولم يكن هذا كلامًا نظريًّا دون تطبيق، بل مارس الرسول الشجاعة دون تردُّد أو جبن أو خور؛ فنجد رسول الله
في أوَّل أيام دعوته يُواجه المشركين بأمر تُنكره عقولهم، ولا تدركه في
أوَّل الأمر تصوُّراتهم، ولم يمنعه من الجهر بالدعوة الخوفُ من مواجهتهم،
فضرب بذلك
لأُمَّته أروع الأمثلة في الجهر بالحقِّ أمام أهل الباطل، وإن تحزَّبوا
ضدَّ الحقِّ، وجنَّدوا لحربه كل ما في وسعهم. كان يعتكف وحده في مواقف من شجاعة رسول الله

وتتجلَّى شجاعة رسول الله في مواقف عديدة من أهمها اعتراضه على الظلم، ووقوفه في وجه الظالم دون تردُّد أو خوف، فها هو ذا رسول الله يقف بجوار المظلوم ويأخذ حقَّه من الظالم؛ فيروي ابن هشام أن رجلاً من إراشٍ[3] قدم مكة بإبل له، فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشي حتى وقف على نادٍ من قريشٍ، ورسول الله في ناحية المسجد جالسٌ، فقال: يا معشر قريشٍ، من رجلٌ يؤدِّيني[4] على أبي الحكم بن هشام؛ فإني رجل غريب ابن سبيل، وقد غلبني على حقِّي؟ قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس -لرسول الله وهم يهزءون به لما يعلمون بينه وبين أبي جهلٍ من العداوة- اذهب إليه فإنه يؤدِّيك عليه. فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله
فقال: يا عبد الله، إن أبا الحكم بن هشامٍ قد غلبني على حقٍّ لي قِبَلَه،
وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألتُ هؤلاء القوم عن رجلٍ يؤدِّيني عليه،
يأخذ لي حقِّي منه، فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقِّي منه يرحمك الله. قال: "انْطَلِقْ إلَيْهِ". وقام معه رسول الله فلمَّا رأوه قام معه، قالوا لرجل ممَّن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع. قال: وخرج رسول الله حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: "مُحَمَّدٌ، فَاخْرُجْ إِلَيَّ". فخرج إليه وما في وجهه من رائحةٍ[5]، قد انتُقِع[6] لونه، فقال: "أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ حَقّهُ". قال: نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له. قال: فدخل فخرج إليه بحقِّه فدفعه إليه. قال: ثم انصرف رسول الله ، وقال للإراشي: "الْحَقْ بِشَأْنِكَ". فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله خيرًا، فقد -والله- أخذ لي حقِّي. قال:
وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك ماذا رأيتَ؟ قال: عجبًا من
العجب، والله ما هو إلاَّ أن ضرب عليه بابه، فخرج إليه وما معه رُوحه، فقال
له: "أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ". فقال: نعم، لا
تبرح حتى أُخْرِج إليه حقَّه. فدخل فخرج إليه بحقِّه، فأعطاه إيَّاه. قال:
ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له: ويلك ما لك؟ والله ما رأينا مثل ما
صنعتَ قطُّ. قال: ويحكم والله ما هو إلاَّ أن ضرب عَلَيَّ بابي، وسمعتُ
صوته فملئت رعبًا، ثم خرجتُ إليه وإنَّ فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت
مثل هامَته[7]، ولا قَصْرَته[8]، ولا أنيابه لفحل قطُّ، والله لو أَبَيْتُ لأَكَلَنِي[9]. كما تظهر شجاعته واضحة جليلة عندما يتعرَّض أهله وصحابته لخطر ما، فها هو ذا أنس بن مالك t يصف شجاعة النبي بقوله: كَانَ النَّبِيُّ
أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ. قال:
وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً؛ سَمِعُوا صَوْتًا. قال:
فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ[10]، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقَالَ: "لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا". ثم قال رسول الله : "وَجَدْتُهُ بَحْرًا[11]". يعني الفرس[12]. شجاعته في ميدان القتال

ويضرب رسول الله المثل والقدوة في ميدان القتال فكانت شجاعته النبراس الذي سار عليه الصحابة فيما بعدُ، فيُروى عن علي بن أبي طالب t أنه قال: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ[13]، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ"[14]. شجاعته في غزوة أحد

وفي أحلك لحظات المسلمين شدَّة وانهزامهم أمام عدوِّهم في غزوة أُحُد نراه
متماسكًا شجاعًا، مقاتلاً لزعماء الشرك، فقد أدركه أُبَيُّ بن خلف وهو
يقول: أي محمد، لا نجوتُ إن نجوتَ. فقال القوم: يا رسول الله، أيعطف عليه
رجل منَّا؟ فقال رسول الله: "دَعُوهُ". فلمَّا دنا، تناول رسول الله الحربة من الحارث بن الصِّمَّة، فلمَّا أخذها رسول الله منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشَعْراءَ[15] عن ظهر البعير إذا انتفض بها، ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ[16] منها عن فرسه مرارًا، فمات وهُمْ راجعون به إلى مكة[17]. ولذلك يقول المقداد بن عمرو t عن ثبات رسول الله وشجاعته في غزوة أُحُد، قوله: "لا والذي بعثه بالحقِّ إن زال رسول الله
شبرًا واحدًا، إنه لفي وجه العدوِّ، وتثوب إليه طائفة من أصحابه مرَّة،
وتُصرف عنه مرَّة، فربما رأيته قائمًا يرمي على قوسيه، ويرمي بالحجر، حتى
تحاجزوا، وثبت رسول الله كما هو في عصابة[18] صبروا معه"[19]. شجاعته يوم حنين

أمَّا يوم حنين فقد ضرب رسول الله أروع مَثَلٍ عرفته البشريَّة في الشجاعة ؛ وذلك حينما فرَّ الجيش من ساحة القتال، فنزل النبي من على بغلته ودعا واستنصر، وهو يُرَدِّد: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِب... أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ"[20]. فما رُئِي أَحد يومئذ كان أثبت منه، ولا أقرب للعدوِّ[21]، فقد وقف في وجههم أجمعين متحدِّيًا لهم، وأخذ كفًّا من حصًى وضرب وجوههم، وقال : "شَاهَتِ الْوُجُوهُ"[22]. فما استطاع أحد أن يمسَّه بسوء[23]. رسول الله يعلم أمته الشجاعة

إننا نجد رسول الله يُعَلِّم أُمَّته الاستعاذة من أي خور وجبن؛ لأن الآجال والأرزاق وكل الكون بيد الله I يصرفها كيف يشاء، فقال : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ..."[24]. ويستمرُّ
في تعليم أُمَّته الشجاعة في كل الميادين، بداية من ميدان الكلمة وانتهاء
بميدان الجهاد في سبيل الله، ومن أعظم هذه الميادين التي يُؤَكِّد عليها
النبي ميدان مواجهة الظلم، فيقول : "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ"[25]. وهو القائل أيضًا في فضل الجهاد والإقدام بالنفس والمال: "لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ[26] خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"[27]. وصف شجاعة رسول الله

شجاعة مضبوطة بالعقل

ومع هذه الشجاعة التي كان يتحلَّى بها رسول الله إلاَّ أنها لم تكن شجاعة تهوُّر، إنما كانت مضبوطة بالعقل؛ فلننظر إلى حصاره لحصن الطائف الذي استمرَّ أكثر من أربعين يومًا، عَلِمَ -خلالها- أن الطعام والشراب اللذين بداخل حصن الطائف يكفيانه سنة على الأقلِّ أو عدَّة سنوات، وعندها وازن
القائدُ الشجاع بين مضارِّ الحصار وفوائده، فوجد أن بقاءه في هذه البقعة
-أكثر من ذلك- سيوقع الدولة الإسلاميَّة في مشاكل ضخمة؛ لأن القوَّات
الإسلامية ليست مجرَّد فرقة من الجيش الإسلامي، بل هي المجتمع المسلم
بكامله. كما أن النبي لم يترك في المدينة إلاَّ القليل من الرجال لحراسة الديار والنساء، فهي إذن معرَّضة للمهاجمة من المشركين واليهود؛ لذلك أخذ قراره الشجاع بفكِّ الحصار[28]. شجاعة مضبوطة بالرحمة

وهذه
الشجاعة أيضًا كانت مضبوطة بالرحمة؛ فلذلك لم يستعملها إلاَّ في مواطن
الجهاد؛ لإعلاء كلمة الله خفَّاقة، ومن ثَمَّ لم ينتقم رسول الله لنفسه، ولم يضرب بيده إلاَّ في سبيل الله، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ شَيْئًا
قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ
صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ
فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ "[29]. هكذا كانت شجاعة النبي شجاعة قائمة على يقين وثبات وأخلاق ومبادئ؛ لذلك كانت مضرب الأمثال للأجيال على مرِّ العصور.. فما أروعها من شجاعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:12 am



شجرة النسب



قصة الإسلام



نسبه
سلسلة السيرة النبوية   Rasola10

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلاب
بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مُدْرِكَة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان. ولا
خلاف أن (عدنان) ولد إسماعيل عليه السلام[1].


والداه


والده هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف؛ وكان عبد المطلب
جدُّه لما رزقه الله بعشرة من الأبناء نذر أن يذبح أحدهم فداءً لله، فأقرع
بينهم، فخرجت القرعة على عبد الله، وكان أحبَّ أولاده إليه، فمنعته قريش
وأخواله من بني مخزوم، وتمَّ فداؤه بمائة من الإبل. ثم زوَّجه والده بعد
ذلك من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهْرَة بن كِلاب، وهي من أفضل نساء
قريش نسبًا وموضعًا.

وبعد فترة من زواجه خرج عبد الله تاجرًا إلى الشام، فمرض أثناء عودته،
فنزل عند أخواله في المدينة، فتوفِّي ودُفن في دار النابغة الجعديّ، وكان
عمره خمسًا وعشرين عامًا، قبل أن يولد الرسول ، كما توفيت والدته وهو في السادسة من عمره[2].


أعمامه وعماته


رُزِقَ عبد المطلب جدُّ النبي
بعشرة من الولد؛ هم: العباس، وعبد الله، وحمزة، وأبو طالب، والزبير،
والحارث، وحَجْل، وَالْمُقَوّم، وضِرار، وأبو لهب (اسمه عبد العُزَّى).
وعلى هذا يكون للنبي
تسعة أعمام، أدرك الإسلام منهم أربعة؛ وهم: أبو طالب وأبو لهب فظلاَّ على
الكفر ولم يُسْلِمَا، بينما أسلم حمزة والعباس رضي الله عنهما. ورُزق عبد
المطلب أيضًا بستِّ نسوة: صفيّة، وأم حكيم البيضاء، وعاتكة، وأميمة، وأروى،
وبَرّة[3].

[1]
ابن هشام: السيرة النبوية 1/1، وابن قيم الجوزية: زاد المعاد 1/71،
والصالحي: سبل الهدى والرشاد 1/239، وابن كثير: السيرة النبوية 1/189.
[2] ابن هشام: السيرة النبوية 1/156، وابن الأثير: الكامل في التاريخ 1/361، 548، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/458.
[3]
ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/369، والسهيلي: الروض الأنف 1/206-210، وابن
هشام: السيرة النبوية 1/108-110، وابن كثير: السيرة النبوية 1/102، 103،
174، 184.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:13 am



زهد الرسول صلى الله عليه وسلم


تُعَدُّ حياة رسول
الله من أنصع الأدِلَّة على نُبُوَّتِه؛ لما تَتَّصف به من نقاء ووضوح،
ولا يكون ذلك إلاَّ لنبي مُرْسَل من ربِّه، لا يُمَثِّلُ نفسه، وإنما يُمَثِّل
الإرادة العليا؛ مصداقًا لقوله تبارك وتعالى: {وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 3-5]. فانظروا إلى الرسول
العابد الذي لا يفتر عن ذكر ربِّه في ليله ونهاره، والأمي الذي علَّمه شديد القوى،
والحريص على أُمَّته من عذاب رب العالمين، والزاهد في الدنيا رغم أنها أتته راغبة،
وانظروا أيضًا إلى عصمة الله له وإلى نقاء حياته؛ ستدركون عندها أن محمدًا
رسول من رب العالمين؛ فهذه الحياةُ النقية لا يمكن أن يكون صاحبها دَعِيًّا، ولا
يمكن أن يكون دجالاً، كما لا يمكن أن يكون طالب مُلْكٍ، ولا يمكن أن يكون رجل دُنْيَا.



وفي
المقالات التالية نُقَدِّمُ بعضًا من جوانب حياته، والتي تَدُلُّ دلالةً واضحةً
على صِدْقِ نُبُوَّة رسول اللهِ .



زهد رسول الله



نظرة الإسلام للحياة الدنيا



إن
نظرة الإسلام للحياة الدنيا نظرة فريدة؛ لأنها تخلق إنسانًا متوازنًا يُدرك أن
الحياة الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، وأن الآخرة هي خير وأبقى؛ لذلك قال تعالى عن
الدنيا:
{وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]. كما وضع
القرآن الكريم المعيار الحقيقي أمام الإنسان عند تطلُّعه للدنيا: {وَإِنَّ
الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].



فالدنيا
في المنظور الإسلامي ما هي إلاَّ مزرعة الآخرة، وهي كذلك مجرَّد طريق يعبر عليه
الإنسان لوِجْهَته الحقيقيَّة، وهو ما قاله رسول الله : "كُنْ فِي الدُّنْيَا
كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"[1].



ويُعَلِّم
رسول الله أُمَّته حقيقة العَلاقة بين الدنيا والآخرة، وأن الآخرة أكرم
وأفضل عند الله، فيقول رسول الله : "وَاللَّهِ مَا
الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا
يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ -وَأَشَارَ
يَحْيَى[2]
بِالسَّبَّابَةِ- فِي
الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ"[3].



صور من زهد رسول الله



ومن عظمة رسول الله أن حياته كانت نموذجًا عمليًّا لهذه النظرة الربَّانيَّة للدنيا،
وهذه صور ونماذج من زهد رسول الله ، فقد وصف عمر بن
الخطاب
t بيت وحال رسول الله بقوله:... فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رُمَال حصير[4]، ليس بينه
وبينه فراش، قد أَثَّرَ الرمالُ بجنبه، مُتَّكِئًا على وسادة من أَدَم حشوها ليف...
ثم رفعتُ بصري في بيته، فوالله ما رأيت فيه شيئًا يَرُدُّ البصر غير أَهَبَة[5] ثلاثة، فقلتُ:
ادعُ الله فليوسِّع على أُمَّتِك؛ فإن فارس والروم وُسِّعَ
عليهم، وأُعْطُوا الدنيا، وهم لا يعبدون الله. وكان متَّكِئًا، فقال: "أَوَفِي
شَكٍّ أَنْتَ يَابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ
قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"[6].



ولقد أشفق أصحاب رسول الله –رضي الله عنهم-
عليه عندما وجدوا الحصير قد أثَّر في بدنه؛ فعن عبد الله بن مسعود t قال: اضطجع
النبي
على حصير، فأثَّر في جلده، فقلتُ: بأبي وأمي يا رسول الله، لو كنتَ
آذنتنا ففرشنا لك عليه شيئًا يقيك منه. فقال رسول الله :
"مَا
أَنَا وَالدُّنْيَا،
إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"[7].



وهذا رسول الله -وهو القائد العامُّ لجموع المسلمين في الجزيرة العربيَّة، ومع ما
فتح الله عليه من الفتوح- مستمسِّكًا بحياة الزهد، مبتعدًا عن الزعامة المتصنَّعة،
متواضعًا في مأكله ومشربه، وقد لا يجد هذا المأكل في كثير من الأحيان، فقد خطب النعمان بن بَشِير t، فقال: ذَكَر عُمَرُ t ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: "لَقَدْ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَظلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي[8] مَا يَجِدُ دَقَلاً[9] يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ"[10].



وكثيرًا ما كان يلتوي رسول الله من الجوع طيلة
حياته!! ومن هذه المواقف ما ذكره أبو هريرة t بقوله: خرج رسول الله ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي
بكر وعمر،
فقال:
"مَا
أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟" قالا: الجوع
يا رسول الله. قال: "وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومَا". فقامَا معه:
فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلمَّا رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلاً.
فقال لها رسول الله : "أَيْنَ فُلانٌ؟" قالت: ذهب يستعذب
لنا من الماء. إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا
منِّي. قال: فانطلق فجاءهم بعِذْق[11] فيه بُسْر وتمر
ورُطب. فقال: كُلُوا من هذه. وأخذ المدية[12]، فقال له رسول
الله : "إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ". فذبح لهم،
فأكلوا من الشاة ومن ذلك العِذْق، وشربوا، فلمَّا أن شبعوا وَرَوُوا، قال رسول الله

لأبي بكر وعمر: "وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى
أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ"[13].



لقد كان زهد رسول الله في حقيقته علامة من علامات نبوَّته، ودليلاً على صدق بعثته، فقد
تؤثِّر الدنيا في أحدنا فتغيِّره، فيصبح عندها موضع انتقاد الجميع، ولكن رسول الله
ظلَّ على عهده بالزهد، مصاحبًا له، ومقترنًا به إلى موته، وهو ما تُقرِّره
أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله
عنها- بقولها: "مَا
شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
تِبَاعًا مِنْ
خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ"[14].



ولمَّا
جاءته الدنيا بما تشتهي كل نفس زهد فيها غاية الزهد، فها هو ذا يوم حُنين تهون عليه
الدنيا كلها ويعطيها دون تردُّدٍ لأصحابه وللمؤلَّفة قلوبهم، فهي عنده لا تعدل
جناح بعوضة، حتى إنه لم يُبقِ منها ما يعوِّض فقر السنين وانقضاء العمر الذي تجاوز
الستِّين، ثم يقول للأعراب بعد أن أخذ بعضهم رداءَهُ: "رُدُّوا
عَلَيَّ رِدَائِي،
أَتَخَافُونَ أَلاَ أَقْسِمَ بَيْنَكُمْ مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ،
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ كَانَ لَكُمْ عِنْدِي عَدَدَ شَجَرِ تِهَامَةَ
نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلاً..."[15].



نظرة رسول الله للزهد



ورغم زهد رسول الله للدنيا إلاَّ أن نظرته للزهد كانت نظرة رائعة؛
لأنها علَّمت الأُمَّة أن تَزْهَدَ دون أن تترك إعمار الأرض، فليس عدم التعلُّق
بالدنيا داعيًا إلى خرابها، بل يعمرها المسلم دون أن يتمسك بمتاعها؛ لذلك يقول
رسول الله : "إِنْ قَامَتِ
السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ
اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"[16].



هذه هي النظرة الإسلاميَّة للدنيا؛ نظرة توازن
لا تُغْفِل الدنيا لحساب الآخرة، ولا الآخرة لحساب الدنيا، وهذه هي عظمة الإسلام،
وعظمة نبيِّه التي تُثْبِتُ -بما لا يدع مجالاً للشكِّ- صدق نبوَّته، وربانية
دعوته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:14 am


عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم


شكر رسول الله



كان رسول
الله شاكرًا لأَنْعُمِ الله العظيمة التي وهبها اللهُ له وأحاطه بها؛
فقد كان واقع رسول الله منسجمًا مع ما أعطاه الله تعالى من نِعَمٍ، فلم يكن شكر رسول الله
مجرَّد كلمات تقال، ولكنَّها كانت واقعًا حيًّا مَعِيشًا، فنرى
رسول الله في سيرته راكعًا ساجدًا عابدًا لله تعالى، فاعلاً للخير، مسبِّحًا بحمد
الله، مُتَّبِعًا في ذلك الآيات القرآنيَّة التي تحضُّ على العبادة والحمد؛ منها
قوله تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا
رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].



حقيقة عبادة رسول الله



رسول الله والصلاة



ذُكرت
أحاديثُ كثيرةٌ، ومواقفُ عديدةٌ فَسَّرت وأبانت حقيقة عبادة رسول الله
لربِّه جلَّ وعلا؛ فعن عائشة -رضي الله
عنها- أنَّ نبي الله كان يقوم من الليل حتى تتفطَّر[1]
قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنعُ هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما
تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! قال: "أَفَلا
أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا"[2].
وقد أبان هذا الردُّ الجميل رؤية رسول الله لمسألة العبادة، فهو لا يراها تكليفًا ربَّانيًّا
فقط، بل إنه يقوم بها عن حُبٍّ وإرادة، كنوع من الشكر العميق للإله القدير الذي
أعطى ومنح، وهذا يُفَسِّر أيضًا طول عبادته وشِدَّة إرهاقه لنفسه فيها.



وتصف السيدة عائشة -رضي
الله عنها- في حديث آخر صلاة رسول الله بالليل، بقولها: "إِنَّ
رَسُولَ اللهِ
كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً،
كَانَتْ تِلْكَ صَلاتُهُ -تَعْنِي بِاللَّيْلِ- فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ
مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ
رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ
حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلاةِ"[3].



فكان رسول الله يجد راحته في الإكثار من الصلاة وقراءة القرآن؛
فيروي حذيفة قائلاً:
صلَّيْتُ مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلتُ: يركع عند
المائة. ثم مضى، فقلتُ: يُصَلِّي بها في ركعة. فمضى، فقلتُ: يركع بها. ثم افتتح
النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسِّلاً؛ إذا مرَّ بآية فيها
تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع، فجعل يقول: "سُبْحَانَ
رَبِّيَ الْعَظِيمِ". فكان
ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: "سَمِعَ
اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". ثم قام
طويلاً قريبًا ممَّا ركع، ثم سجد، فقال: "سُبْحَانَ
رَبِّيَ الأَعْلَى". فكان
سجوده قريبًا من قيامه[4].



وكان رسول الله يُكثر من قيام الليل؛ لما فيه من الخلوة بينه
وبين ربِّه I؛ لذلك قال عنه رسول الله : "أَفْضَلُ
الصَّلاةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ قِيَامُ اللَّيْلِ"[5].
ومن شِدَّة حُبِّ رسول الله لقيام الليل كان يقضيه في الصباح إذا فاته لأمر ما؛ فعن عائشة -رضي
الله عنها- أنها قالت: "... كَانَ
نَبِيُّ اللَّهِ
إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا،
وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، صَلَّى مِنَ
النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً..."[6].




وهذا الحُبُّ العميق لعبادة الله -خاصَّة الصلاة- يُفَسِّر أيضًا قول
رسول الله لبلال بن رباح t: "قُمْ يَا بِلالُ فَأَرِحْنَا
بِالصَّلاةِ"[7].
ويقول رسول الله في حديث آخر: "وَجُعِلَتْ
قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ"[8].



ولا غَرْوَ أنَّ نِعم الله I وعطاياه وفضله تستتبع حمدًا جزيلاً، وهو ما
كان يقوم به رسول الله ؛ فكان لسان رسول الله دائمًا رطبًا بذِكْرِ الله وحَمْدِه على نِعمه
وأفضاله؛ فعن عائشة -رضي
الله عنها- أنها قالت: "كَانَ النَّبِيُّ

يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ"[9].



رسول الله والصوم



ونرى رسول الله
في الصوم يَزِيدُ البذلَ والعطاء، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يتعهَّد نفسه
بمضاعفة العبادة، فقد روت عائشة -رضي
الله عنها- فقالت: "كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ[10]، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"[11].



كذلك، كان رسول الله مواظبًا على صيام الاثنين والخميس، وقد ذكر
عِلَّة ذلك بقوله: "تُعْرَضُ الأَعْمَالُ
يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ،
فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"[12].
وكان رسول الله يحبُّ الصيام في الهواجر[13]
وفي الأيام شديدة الحرِّ؛ فعن أبي الدرداء t قال: "خَرَجْنَا
مَعَ رَسُولُ اللهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي
حَرٍّ شَدِيدٍ،
حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ،
وَمَا فِينَا صَائِمٌ إلاَّ رَسُولُ اللهِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ
رَوَاحَةَ"[14].



وهكذا كان رسول الله يتعامل مع قضيَّة العبادة من منطلق الشكر لا الفرض فقط، ومن منطلق
البذل والتطوع والزيادة لا أداء الواجب؛ ممَّا أعطى عبادته شكلاً متميِّزًا باهرًا
في صورته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:15 am


حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على امته


أرسل الله نبيَّه محمد طوقًا لنجاة البشريَّة من غيِّها وضلالها، فاستحقَّ رسول
الله بحقٍّ أن يكون منقذًا للإنسانيَّة، فكانت سيرة رسول الله أعظم نبعٍ لمن يُريد
تربية الأمم -أفرادًا وجماعاتٍ- على قيم الحبِّ والرأفة، التي تمثَّلت في حرص رسول
الله على الناس عامَّة، وأُمَّته خاصَّة، وكان هذا الحرص نابعًا من
رأفة رسول الله ورحمته
بهم، كما كان ذلك دليلاً على صدق نُبُوَّتِهِ ؛ لذلك وصف الله I حرص رسول الله على أُمَّتِه بقوله: {لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].



صور من حرص رسول الله



لقد بلغ حرص رسول الله على أُمَّته حدًّا لا يتخيَّله أحد من البشر؛ فمن صور حرص رسول
الله ، أنه منذ
اللحظات الأُولى للدعوة وهو يأمر القلَّة المستضعفة في مكة بالهجرة
للحبشة فِرارًا بدينهم،
فيقول رسول الله : "لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى
أَرْضِ الْحَبَشَةِ؛
فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ، وَهِي أَرْضُ صِدْقٍ؛ حَتَّى
يَجْعَلَ اللهُ لَكُمْ فَرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ.."[1].



وكثيرًا ما رأينا رسول
الله يُعرِض عن عمل من الأعمال -وهو مُقرَّب إلى قلبه، ومحبَّب إلى نفسه-
لا لشيء إلاَّ لخوفه أن يُفْرَض على أُمَّته، فيعنتهم ويشقّ عليهم؛ لذا قالت السيدة عائشة -رضي
الله عنها:
"إِنْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَيَدَعُ الْعَمَلَ
وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛
خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ"[2].



وكان رسول
الله يُحَذِّر الأُمَّة من الذنوب، ويُوَضِّح خطرها على كيانها
وقوَّتها مهما كانت الذنوب بسيطة في عين المسلم؛ فعن عبد الله بن مسعود t أن رسول الله قال: "إِيَّاكُمْ
وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛
فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ". وإنَّ رسول الله ضرب لَهُنَّ مَثَلاً: "كَمَثَلِ
قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاَةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ
يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا
سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا"[3].



كما خشي
رسول الله على أُمَّته من الأئمة المضلِّين، الذين يقودونها إلى الهلاك
والضياع، فيقول مخاطبًا أُمَّته: "إنَّ
أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ"[4].



وامتدَّ حرص رسول الله ورفقه بالمؤمنين في شئون دينهم المختلفة، وخاصَّة في جانب
العبادات، فمع أن التقرُّب إلى الله والتبتُّل إليه أمرٌ محمود مرغوب، بل هو مأمور
به، لكن رسول الله كان يخشى على أُمَّته من المبالغة في الأمر،
فيفتقدون التوازن في حياتهم، فقال رسول الله : "لَوْلاَ
أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَخَّرْتُ صَلاَةَ الْعِشَاءِ إِلَى
ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ"[5].
فهذا الحديث وغيره يُبَيِّن مدى حُبِّ رسول الله لأُمَّته، وحرصه عليها وعلى مصالحها في أمور
دينها.



ومِنْ ثَمَّ كان رسول الله يتحيَّن الفرص في إبراز حقيقة حرصه على الناس كافَّة؛ فقد سَمِعَ
رسول الله أن ثلاثةً من الصحابة يُريدون أن يَشُقُّوا على أنفسهم؛ ظنًّا
منهم أن هذا الأمر سيكون سببًا قويًّا في قربهم لله تعالى؛ فعن أنس بن
مالك
t أنه قال: "جَاءَ ثَلاثَةُ
رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ، فَلَمَّا
أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ، قَدْ
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؟! قَالَ أَحَدُهُمْ:
أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا. وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ
الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ. وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ
أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ،
فَقَالَ: (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي
لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ،
وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ
مِنِّي"[6].



وما أجمل أن نختم كلامنا بموقف يعكس مدى انشغال
رسول الله بأُمَّته وحرصه عليها، ومدى تقدير ربِّ العالمين I
لهذا الحرص! فعن عبد الله بن عمرو -رضي
الله عنهما- إذ يروي "أن النبي تلا قول الله تعالى في إبراهيم:
{رَبِّ
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[إبراهيم:
36]، وقال عيسى u: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ
تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
[المائدة:
118]، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ
أُمَّتِي أُمَّتِي".
وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ : يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ -وَرَبُّكَ
أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ u فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ
اللهِ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ،
فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا
سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ"[7].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:17 am



نقاء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم





اتَّصفت حياة رسول
الله قبل البعثة وبعدها بالنقاء التامِّ والأخلاق والشمائل العظيمة
التي قَلَّمَا تجتمع في تلك البيئة الجاهليَّة لأحد، فقد اشتهر رسول الله بالصدق والأمانة؛
الأمر الذي جعل أعداء رسول الله يستأمنونه
على أموالهم وودائعهم رغم عدائهم الشديد له، وعدم إيمانهم بدعوته، ولم تُنْسِ رسول
اللهِ عداوَةُ قومه له خصلةَ الأمانة؛ لذلك فقد استخلف رسول الله عليَّ بن أبي طالب ليلة الهجرة لردِّ الودائع إلى أصحابها، رغم أن أصحاب هذه
الأمانات قد أجمعوا آراءهم على قتله في تلك الليلة.



حفظ الله لرسول الله



ولننظر
إلى سيرة رسول الله العطرة
لنُدرك نقاء حياته وحِفْظ الله له؛ فقد صُنِعَ بحقٍّ على عين الله تبارك وتعالى؛
ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد حفظه الله I فترة شبابه -قبل النبوة- عمَّا كان عليه أهل الجاهليَّة، وعصمه عن
مقارعة الآثام أو إتيان الدنايا، فشبَّ رسول الله -كما يقول ابن إسحاق وغيره- يكلؤه
الله ويحفظه، ويحوطه من أقذار الجاهليَّة ومعايبها[1].



ومن
جوانب حفظ الله
له وعصمته إيَّاه ما كان يُحَدِّث به رسول الله من
أنه لم تُكشف له عورة وهو غلام، فقال رسول الله : "لَقَدْ رَأَيْتُنِي
فِي غِلْمَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ،
نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانِ، كُلُّنَا قَدْ
تَعَرَّى وَأَخَذَ إِزَارَهُ[2] وَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ؛ يَحْمِلُ
عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لأُقْبِلُ مَعَهُمْ وَأُدْبِرُ إِذْ لَكَمَنِي
لاكِمٌ لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: شِدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ. قَالَ:
فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ عَلَيَّ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَنْقُلُ الْحِجَارَةَ عَلَى
رَقَبَتِي وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي"[3].



وقد
وقع قريبٌ من هذا عند بناء الكعبة، فروى ابن عباس -رضي الله
عنهما- قال: حدَّثني أبي العباسُ بن عبد المطلب، قال: لمَّا
بَنَتْ قريش الكعبة
انفردتْ رجلين رجلين ينقلون الحجارة، فكنتُ أنا وابن أخي، فجَعَلْنَا نأخذُ أُزُرَنَا
فنضعها على مناكبنا[4]، ونجعل
عليها الحجارة، فإذا دنونا من الناس لَبِسْنَا أُزُرَنا، فبينا هو أمامي إذ صُرِعَ[5]، فسَعَيْتُ
وهو شاخص ببصره[6] إلى
السماء، فقلتُ: يابن أخي، ما شأنك؟ قال: "نُهِيتُ
أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا". قال: فكتمتُه حتى أظهره الله بنبوَّته[7].



وكان
مِنْ حِفْظ اللهِ له -أيضًا- أنه لم يركن إلى اللهو ولم يسمع الغناء، يَرْوِي في
ذلك عليٌّ t فيقول:
سمعتُ رسول الله يقول: "مَا
هَمَمْتُ بِشَيْءٍ ممَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهِمُّونَ بِهِ مِنَ
الْغِنَاءِ إِلاَّ لَيْلَتَيْنِ، كِلْتَاهُمَا عَصَمَنِي اللهُ مِنْهُمَا؛ لَيْلَةٌ
لِبَعْضِ فِتْيَانِ مَكَّةَ وَنَحْنُ فِي رِعَايَةِ غَنَمِ أَهْلِنَا، فَقُلْتُ
لِصَاحِبِي: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي؛ حَتَّى أَدْخُلَ مَكَّةَ فَأَسْمُرَ بِهَا
كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ. فَقَالَ: بَلَى. فَدَخَلْتُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ
أَوَّلَ دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ سَمِعْتُ عَزْفًا وَغَرَابِيلَ[8] وَمَزَامِيرَ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟
قِيلَ: تَزْوِيجُ فُلانٍ فُلانَةَ. فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ، وَضَرَبَ اللهُ عَلَى
أُذُنِي، فَوَاللهِ مَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى
صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا. ثُمَّ
أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ. ثُمَّ
قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي؛ حَتَّى أَسْمُرَ بِمَكَّةَ.
فَفَعَلَ، فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا جِئْتُ مَكَّةَ سَمِعْتُ مِثْلَ الَّذِي سَمِعْتُ
تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ، وَضَرَبَ اللهُ عَلَى أُذُنِي، فَوَ اللهِ
مَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا
فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: لا شَيْءَ. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَوَ
اللهِ مَا هَمَمْتُ وَلا عُدْتُ بَعْدَهُمَا لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى
أَكْرَمَنِي اللهُ بِنُبُوَّتِهِ"[9].



كما
أن رسول الله لم يشرب خمرًا قطُّ، ولم يسجد لصنم قطُّ؛ فعن عليٍّ t
قال: قيل للنبي : هل عبدتَ وثنًا قطُّ؟ قال: "لا".
قالوا: فهل شربتَ خمرًا قطُّ؟ قال: "لا، وَمَا
زِلْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ كُفْرٌ، وَمَا كُنْتُ أَدْرِي مَا
الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ"[10].



وتروي
أُمُّ أيمن -رضي الله
عنها- حاضنة الرسول عن عدم سجوده لصنم قطُّ فتقول: كان بُوَانة صنمًا تحضره قريش يومًا في السنة،
فكان أبو طالب يحضره مع
قومه، وكان يكلِّم رسول الله أن يحضر ذلك معه فيأبى، حتى رأيتُ أبا طالب غضب
عليه، ورأيتُ عمَّاته غضبن عليه، وقُلْنَ: يا محمد، ما تريد أن تحضر لقومك عيدًا،
ولا تُكَثِّر لهم جمعًا؟! فلم يزالوا به حتى ذهب، فغاب ما شاء الله، ثم رجع
مرعوبًا فَزِعًا، فقالت عمَّاته: ما دهاك؟ قال: "إِنِّي
أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ". فقلن: ما كان الله يبتليك
بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيتَ؟ قال: "إِنِّي
كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ
يَصِيحُ بِي: وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ، لا تَمَسَّهُ".
قالت: فما عاد إلى عيد لهم[11].



وظلَّ
على هذه الحال بعد نزول الوحي عليه لا يركن إلى الدنيا، ولا يبحث عن ملذَّاتها،
فها هو رسول الله يقول لزعماء قريش عندما عرضوا عليه الدنيا في مقابل ترك دعوته: "مَا
جِئْتُكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ أَطْلُبُ أَمْوَالَكُمْ،
وَلا الشَّرَفَ فِيكُمْ، وَلا الْمُلْكَ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ بَعَثَنِي
إِلَيْكُمْ رَسُولاً، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَكُونَ
لَكُمْ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَبَلَّغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي، وَنَصَحْتُ
لَكُمْ، فَإِنْ تَقْبَلُوا مِنِّي مَا جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظُّكُمْ مِنَ
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنْ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أَصْبِرْ لأَمْرِ اللهِ،
حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ"[12]. فالهدف
واضح في ذهن رسول الله ، وثقته كبيرة بنصر الله له رغم التكذيب والعناد الذي يُلاقيه.



صور من نقاء حياة رسول الله



ومن
نقاء حياة رسول الله وكمالها
أنه لم يَتَحَيَّن ويستغل الفرص للتعالي على قومه وأتباعه، وهناك شواهدُ كثيرةٌ
على ذلك؛ منها موقفه من كسوف الشمس وقت وفاة ابنه إبراهيم؛ فعن
المغيرة بن شعبة، أنه
قَالَ: كَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت لموت إبراهيم. فقال رسول الله : "إِنَّ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ،
لاَ يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ
فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ "[13]. مثلُ هذا
لا يصدر عن كاذب أو دجال، فلو كان غير رسول الله مِنْ مُدَّعِي النُّبُوَّة، لانتهز هذه الفرصة،
وقال: انظروا الشمس حزنت لحزني وانكسفت. ولكن حاشا لرسول الله
أن يفعل ذلك.



ومن
نقاء حياته ووضوحها -أيضًا- حرص رسول الله على إظهار بشريَّتِهِ ، فما محمد إلاَّ بشر من بني آدم، وُلِد من أبوين، فيأكل الطعام ويَتَزَوَّج
النساء، يجوع ويمرض، ويفرح ويحزن، والمدهش حقًّا أن يأتي هذا التأكيد منه
بل ويُصِرُّ عليه. وما أجمل أن نتذَكَّر هنا موقف جرير
بن عبد الله t الذي
قال: أُتِيَ النبي برجل ترعد[14] فرائصه[15]، فقال له:
"هَوِّنْ
عَلَيْكَ، فَإِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ
تَأْكُلُ الْقَدِيدَ[16] فِي هَذِهِ الْبَطْحَاءِ[17]"! قال: ثم
تلا جرير
بن عبد الله البجلي: {وَمَا
أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45][18].



ومن
أعظم الأدلَّة على نقاء حياة رسول الله عتابُ الله I له ، ونزول هذا العتاب في القرآن الكريم؛ ليظل محفوظًا بين الناس
على الدوام، وهذا العتاب يكشف لنا كيف كانت حياة النبي واضحةً غاية الوضوح، حتى عَلِمَ الجميعُ سِرَّه وعلانيته، فهل
يَتَأَتَّى ذلك لدعِيٍّ أو كذَّاب! ومن أمثلة هذا العتاب قوله تعالى في حقِّ نَبِيِّنَا
: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)
أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [عبس: 1، 2]، وذلك أن عبد
الله بن أم مكتوم أتى النبيَّ
يستهديه، فأعرض النبي عنه؛ لانشغاله بدعوة سادات قريش، فنزل عتاب الله جَلَّ وعلا لنَبِيِّه
، فكان قرآنًا يُتْلَى إلى يوم القيامة، وقد تكرر هذا العتاب في
أكثر من موقف من مواقف حياته .



هكذا
كان محمدٌ واضحًا غاية الوضوح، ونقيًّا غاية النقاء؛ فكانت رسالته خاتمة
الرسالات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:19 am



امية رسول الله صلى الله عليه وسلم



أرسل الله نَبِيَّه محمدًا إلى العالمين بشيرًا ونذيرًا، وأَيَّده بالمعجزات الدالَّة على صدقه، ومن أبرز هذه المعجزات أُمِّيَّة رسول الله . فمن الثابت تاريخيًّا أن رسول الله وُلِدَ أُمِّيًّا، وظلَّ على ذلك إلى أن بعثه الله للعالمين وهو أُمِّيٌّ، وهذا كمالٌ في حَقِّ رسول الله ، ومعجزة من معجزاته الشريفة، يقول عنها ابن تيمية:
"بَيَّنَ سبحانه من حاله ما يَعْلَمُه العامَّة والخاصَّة، وهو معلومٌ
لجميع قومه الذين شاهدوه، متواترٌ عند مَنْ غاب عنه وبَلَغَتْهُ أخباره من
جميع الناس - أنه كان أُمِّيًّا لا يقرأ كتابًا، ولا يحفظ كتابًا من الكتب؛
لا المُنَزَّلة ولا غيرها، ولا يكتب بيمينه كتابًا، ولا ينسخ شيئًا من
كُتب الناس، المُنَزَّلَة ولا غيرها"[1]. القرآن يتحدث عن أمية رسول الله

وتَعَددت الآيات القرآنية التي تُثْبِتُ أُمِّيَّة رسول الله ، وتَرُدُّ على الذين يَدَّعُونَ أن رسول الله قد تَعَلَّم هذا القرآن من قراءته في كُتب الأَوَّلِينَ، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]. وقال ابن عباس t: كان نَبِيُّكُم أُمِّيًّا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب..."[2]. كما قال الله في آية أخرى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48]. ويُعَلِّقُ الزمخشري على هذه الآية قائلاً: "وأنت أُمِّيٌّ ما عَرَّفَكَ أحدٌ قَطُّ بتلاوة كتاب ولا خطٍّ. {إِذًا} لو كان شيء من ذلك، أي من التلاوة والخطِّ. {لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
من أهل الكتاب، وقالوا: الذي نجده في كتبنا أُمِّيٌّ لا يكتب ولا يقرأ...
أو لارتاب مشركو مكة وقالوا: لعله تَعَلَّمَهُ أو كتبه بيده"[3]. أمية رسول الله من المعجزات العقلية

وتُعَدُّ أُمِّيَّة رسول الله من المعجزات العقلية على صدق النبي ،
"والأُمِّيَّة وصفٌ خصَّ اللهُ به من رسله محمدًا؛ إتمامًا للإعجاز العلمي
العقلي الذي أَيَّده الله به، فجعل الأُمِّيَّة وصفًا ذاتيًّا له...
ليُظْهِرَ أن كماله النفساني كمالٌ لدنيّ إلهي، لا واسطة فيه للأسباب
المتعارفة للكمالات، وبذلك كانت الأُمِّيَّة وصفَ كمالٍ فيه، مع أنها في
غيره وصف نقصان؛ لأنه لمَّا حصل له من المعرفة وسداد العقل ما لا يحتمل
الخطأ في كل نواحي معرفة الكمالات الحقِّ، وكان على يقين من علمه،
وبَيِّنَةٍ من أمره، ما هو أعظم مما حصل للمتعلمين؛ صارت أُمِّيَّتُه آيةً
على كَوْن ما حصل له إنَّمَا هو من فيوضات إلهيَّة"[4]. معجزة القرآن الكريم

ومن
تمام هذه المعجزة النبوية أن الكتاب الذي أُنْزِلَ عليه –القرآن الكريم-
معجِزٌ لمشركي العرب ولمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة، رغم أن مشركي العرب
أهلُ الفصاحة والبلاغة، بل وتحدَّاهم رسول الله
أن يأتوا بمثله، أو حتى بسورة أو آية من مثله؛ فليفكرْ صاحب العقل في هذه
المعجزة الباهرة، كما يقول ابن عاشور صاحب التحرير والتنوير: "أفلا تعقلون
أنَّ مثل هذا الحال -من الجمع بين الأُمِّيَّة والإتيان بهذا الكتاب البديع
في بلاغته ومعانيه- لا يكون إلاَّ حال مَنْ أفاض الله عليه رسالته؛ إذ لا
يَتَأَتَّى مثله في العادة لأحدٍ"[5]. ولقد
اعترف مشركو قريش قديمًا أن هذا القرآن المعجز لا يمكن أن يتأتى لرجل
أُمِّيٍّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة؛ فَادَّعَوْا أن ذلك سحرٌ يُؤْثَر[6]، فها هو ذا عتبة بن ربيعة
يقول: إني والله قد سمعتُ قولاً ما سمعتُ مثله قَطُّ، ما هو بالشعر ولا
الكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خَلُّوا بين هذا الرجل وبين
ما هو فيه، واعتزلوه، فوالله! ليكوننَّ لقوله الذي سمعتُ نبأ، فإنْ
تُصِبْهُ العرب فقد كُفِيتُمُوهُ بغيركم، وإنْ يَظْهَرْ على العرب
فمُلْكُهُ مُلْكُكُم، وعِزُّه عِزُّكم، وكنتُم أسعد الناس به. قالوا: سحرك
والله يا أبا الوليد بلسانه[7]. كما أَدْرَكَ ذلك -أيضًا- عَدَّاس ذلك الفتى النصراني الذي أرسله ابني ربيعة إلى رسول الله بقِطْفٍ[8] من العنب، بعدما لجأ إلى حائطهما، ورسول الله عائدٌ من الطائف مكروبًا حزينًا على عدم إيمان أهلها، ففعل عَدَّاس، وأقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله ، فلمَّا وضع رسول الله يده قال: "باسم الله". ثم أكل، فنظر عَدَّاس إلى وجهه، ثم قال له: والله! إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة. فقال له رسول الله : "مِنْ أَيِّ الْبِلادِ أَنْتَ؟ وَمَا دِينُكَ؟" فقال عَدَّاس: أنا نصراني، وأنا رجل من أهل نِينَوَى[9]. فقال له رسول الله : "مِنْ قَرْيَةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى؟"
فقال له عَدَّاس: وما يُدْرِيكَ ما يونس بن متى؟! والله لقد خرجتُ من
نينوى وما فيها عشرة يعرفون مَتَّى، من أين عَرَفْتَ أنت مَتَّى وأنت
أُمِّيٌّ وفي أُمَّةٍ أُمِّيَّة؟! فقال رسول الله : "هُوَ أَخِي، كَانَ نَبِيًّا وَأَنَا نَبِيٌّ". فأكبَّ عَدَّاس على رسول الله
يُقَبِّلُ رأسه ويديه ورجليه، فلمَّا رجع عَدَّاسٌ، قالا ابنا ربيعة: ويلك
يا عَدَّاسُ! ما لَكَ تُقَبِّلُ رأس هذا الرجل ويديه ورجليه؟! فقال: يا
سيدي ما في الأرض خير من هذا الرجل، لقد خَبَّرَنِي بأمر لا يعلمه إلاَّ
نبي[10]. وقد حاول بعضُ المشكِّكِينَ أن يَنْفُوا عن رسول الله
صفة الأُمِّيَّة؛ لأن سرده لما في التوراة والإنجيل، وتنبُّؤَه بالعديد من
الأحداث المستقبليَّة -كهزيمة الفرس، كما ذكرنا سابقًا، وغير ذلك- دون
تعليم، إنما يُعَدُّ معجزةً عقليَّةً باهرةً لا ينكرها إلاَّ المكابرون،
وهؤلاء المكابرون يعلمون جيدًا أن أُمِّيَّة النبي مذكورة في التوراة والإنجيل؛ مصداقًا لقول الله I: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]. كما قال الله تبارك وتعالى في آية أخرى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران: 70]، تشهدون أن صفة محمد
في كتابكم، ثم تكفرون به وتنكرونه، ولا تؤمنون به، وأنتم تجدونه مكتوبًا
عندكم في التوراة والإنجيل: "النَّبِيَّ الأمِّيَّ الذي يؤمن بالله
وكلماته"[11]. هكذا كانت أُمِّيَّة رسول الله دليلاً من أَدِلَّة صدقه ونُبُوَّتِهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
احسان

سلسلة السيرة النبوية   Mushre11
احسان


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   411

سلسلة السيرة النبوية   9star310سلسلة السيرة النبوية   9star310



سلسلة السيرة النبوية   We_311



سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 19
الجنس : انثى
عدد المشاركات : 297
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/11/1989
العمر : 34
الاقامه : مصر
الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:52 am


مشكورين اختي محاسن واخي الزعيم على تقديم هذه السيره العطره عن سيد خلق الله سيدنا محمد عليه افضل السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 10:55 am



سلسلة السيرة النبوية   35675910
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
الوافي

سلسلة السيرة النبوية   Kateb_10
الوافي


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   9star312سلسلة السيرة النبوية   9star312




سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 24
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 211
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
تاريخ الميلاد : 31/12/1973
العمر : 50
الاقامه : العراق
الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 12:45 pm



بارك الله فيكم على هذه السير الكريم لحبيبنا وحبيب الله عليه افضل السلام
تقبل الله منكم وجزاكم الله عنا كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم

سلسلة السيرة النبوية   13451610
الزعيم


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   2211



سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2455
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
تاريخ الميلاد : 16/03/1983
العمر : 41
الاقامه : مقيم بالسعوديه
العمل : مراجع حسابات
رسالة SMS : سلسلة السيرة النبوية   04031010


الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 12:50 pm



سلسلة السيرة النبوية   4db24717
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wewew2e.yoo7.com
ربيعه

سلسلة السيرة النبوية   Almura10
ربيعه


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :
سلسلة السيرة النبوية   310


سلسلة السيرة النبوية   9star310سلسلة السيرة النبوية   9star310سلسلة السيرة النبوية   9star310

سلسلة السيرة النبوية   Mod10

سلسلة السيرة النبوية   Jb128511


سلسلة السيرة النبوية   O1c1-d12


سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 13
الجنس : انثى
عدد المشاركات : 716
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
تاريخ الميلاد : 25/11/1979
العمر : 44
الاقامه : السعودية
الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 3:03 pm


لا حرمنا من مواضيعك القيمة والمفيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون المها

سلسلة السيرة النبوية   Mushre11
عيون المها


احترام قوانين المنتدى : احترام القوانين
الاوسمه :

















سلسلة السيرة النبوية   Uouuuo10
رقم العضويه : 15
الجنس : انثى
عدد المشاركات : 267
تاريخ التسجيل : 04/11/2011
تاريخ الميلاد : 16/11/1990
العمر : 33
الاقامه : السودان
الساعه الأن :

سلسلة السيرة النبوية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة السيرة النبوية    سلسلة السيرة النبوية   Emptyالسبت نوفمبر 05, 2011 11:29 am





اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

تقبل طلتي يالمبدعة

الله يحفظكـ
ربي قـُل لامنياتي كُــوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة السيرة النبوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: >{}{ المجالس العامه }{} :: مجلس زاد المسلم-
انتقل الى: