الموناليزا
قال عنها الشعراء
أيتها العرافة، عرفينى بنفسك
حتى لا أيأس من معرفتك كل اليأس
وأظل انتظر الساعات، وأبدد روحى
يا سراً متناهى الروعة
ينبثق بريق العينين ... من الأعماق الذهبية
نبع الأبدية
ويغطى الشعر قناع ... امرأة وعروس وبتول
واليد ترتاح على اليد
تتنفس فى حر الظهر ... أفراح الورد
والبسمة فوق الشفة ... وفوق الخد"
ليوناردو دافينشي (1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدراس الفن بإيطاليا امتد لأكثر من قرن بعد وفاته وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه كاستيلون: "من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه
الموناليزا أو الجيوكاندا (بالإيطالية: La Gioconda، بالإنجليزية:
( The Mona Lisa)
هي لوحة رسمها الإيطالي ليوناردو دا فنشي، وقد بدأ برسم اللوحة في عام 1503 م، وانتهى منها بعد ذلك بثلاث أو أربع أعوام. ويقال أنها لسيدة إيطالية تدعى ليزا كانت زوجة للتاجر الفلورنسي فرانسيسكو جيوكوندو صديق دافنشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته.
أهم ما يميز لوحة الموناليزا هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التى قيل إن دا فنشي كان يستأجر مهرجا لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التى يرسمها فيها. ومن العجيب أن فرانشيسكو زوج الموناليزا لم يقبل استلام اللوحة من دافنشي.
جلب ليوناردو الصورة إلى فرنسا عام 1516 م واشتريت من قبل ملك فرنسا فرنسيس الأول. وضعت الصورة اولآ في قصر شاتوفونتابلو ثم نقلت إلى قصر فرساي, بعد الثورة الفرنسية علقها نابليون الأول بغرفة نومه, واللوحة تعرض حاليا في متحف اللوفر في باريس فرنسا.
سرقة اللوحة:
وفي عام 1911 م استطاع شاب فرنسى يدعى بيروجى كان يقوم بترميم بعض اطارات الصور بالمتحف أن يسرق الموناليزا و يخفيها لديه. و بعد عامين، أى في عام 1913 م، باعها لفنان إيطالي هو ألفريدو جيري الذي ما أن رآها وتأكد أنها موناليزا دا فنشي الأصلية حتى أبلغ السلطات الإيطالية التي قبضت على اللص وأودعت اللوحة في متحف بوفير جاليرى. فرح الإيطاليون كثيرا بذلك ولكن لمّا علمت فرنسا بالأمر دارت مفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية بينها وبين إيطاليا، وكادت العلاقات تنقطع لولا أن فرنسا استطاعت أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة لها ومعها السارق. وكان يوم محاكمة بيروجي يوما مشهودا، حيث تسابق كبار المحامين بباريس للدفاع عنه. و قد ذكر بيروجي في معرض الدفاع عن نفسه أن الدافع على سرقة الموناليزا هو أنه كان يحب فتاة تدعى " ماتيلدا حبًا شديدًا, لكنها توفيت بعد معرفة قصيرة بينهما, و عندما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا حبيبته, فقرر سرقتها. وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد فقط.
وقد أثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة،
واتجاه نظرة عينها التى يراها الناظر إليها من أى زاوية تنظر إليه، كما أثارت تلك الأسئلة التى لم تجد حتى الآن واظنها لن تجد الإجابة الشافية مثل: لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد فى لوحات ذلك العصر؟ فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولا تحمل أية معلومات عن موضوعها أو الشخص الذى تصوره كباقى لوحات عصرها؛ كل هذا فتح الباب للظنون تذهب حيث تشاء .
الموناليزا...ماذا وراء ابتسامتها:
توصل العلماء إلى فهم سر نصف الابتسامة الغامضة المرتسمة على وجه موناليزا، والتي أثارت فضول متذوقي لوحة "لا جيوكندا" لقرون من الزمن، حيث قال علماء هولنديون الخميس إن السر الكامن وراء الابتسامة غير المكتملة لم يعد عصيا على الفهم.
ورأى علماء من جامعة أمستردام أن سر نصف ابتسامتها يكمن في سعادتها، أو بعبارة أدق فإنها كانت سعيدة بنسبة 83 بالمائة.
وقام العلماء بمسح رائعة ليوناردو دافينشي مسحا ضوئيا ثم حللوها باستخدام برنامج كمبيوتر متطور للغاية، تم تطويره بالتعاون مع جامعة إلينوي، يتيح تحليل العواطف المرتسمة على الوجه بدقة.
وأظهرت نتائج تحليل انفعالات الوجه أن موناليزا كانت سعيدة بنسبة 83 في المائة، ومشمئزة بنسبة 9 في المائة، في حين أنها كانت خائفة بنسبة 6 في المائة، وغاضبة بنسبة 2 في المائة.
كما بينت النتائج أن قسمات وجهها كانت تعكس أقل من 1 في المائة من الحياد، بينما اختفت من وجهها أي علامات تدل على الدهشة والمباغتة.
ويذكر أن دافينشي استهل العمل في تحفته الرائعة، التي يزدان بها متحف اللوفر في باريس بفرنسا، عام 1503.
ويٌعتقد أن هذا العمل، الذي يعرف أيضا باسم " جيوكندا"، صور زوجة فرانسيسكو ديل جيوكوندو. وعنوان اللوحة المشهورة ما هو إلا تحريف بسيط لاسم زوجها ويعني باللغة الإيطالية السيدة المبتهجة.
وقال أستاذ في جامعة أمستردام، يدعى هورو ستوكمان، وشارك في تحليل الصورة، إنه كان يعرف مسبقا أن النتائج لن تكون علمية لأن البرنامج المستخدم لم يصمم لرصد العواطف الدقيقة المرتسمة على الوجه.
كذلك فإن التقنية المستخدمة في التحليل، صممت للاستخدام مع الأفلام والصور الرقمية الحديثة، وأنها تحتاج في البداية لإجراء مسح للصور في الحالة الطبيعية الحيادية الخالية من أية عواطف، وذلك للحصول على نتائج أكثر دقة.
ظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية وألفت أوبرا كاملة باسمها "أوبرا الموناليزا
المصدر : منتدات مجالس الوفاء :: مجلس مواضيع الاعضاء المُميزة