كيف امحي الخوف من عقلك الباطن ؟ / بقلم بحر

كيف امحي الخوف من عقلك الباطن ؟




يقولون ان " الخوف وهم " وهي عبارة صحيحة تماما لان :
• الحياة ليست هي ما يحدث لنا بقدر ماهي كيفية استجابتنا لما يحدث لنا.
• اي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الاهمية كأهمية تصرفنا تجاهها ،
لان هذه الاخيرة هي التي تحدد نجاحنا أو فشلنا.
و يؤكد تلك الحقيقية المتنبي فيقول :
• وما الخوف الا ما تخوفه الفتى
وما الامن الا ما راه امنا


ما هو الخوف ( القلق ) ؟؟؟
• يعرف أهل الاختصاص ان " الخوف عبارة عن انفعال يهيئ الفرد للتعامل
مع موقف في طياته خطر ما ، وينشأ الخطر من ادراك الفرد بأن شيئا
محددا سيقع في المستقبل ، فهناك خطر يهدد ذاته ، سواء كان خطرا
بدنيا أو نفسيا . فالخوف يرفع درجة القلق ، والقلق يدفعنا للاستعداد
لمواجهة الموقف " ...لكن الخوف في مستوياته المتطرفة يكون عائقا للشخص
فمن الممكن أن يربك التفكير المنطقي خاصة في مواقف تحتاج للدقة والتركيز ،
ويحول الانتباه من مخاوف حقيقية الى اخرى غير حقيقية ، كما انه يولد حالة من التوتر...

وان ما نعنيه هنا هو الخوف السلبي او القلق المرضي الذي
يجعل صاحبه يخاف ويشعر بالرعب والضيق من اشياء وهمية اوغير مؤكدة قد تقع في المستقبل !!!

من اسباب الخوف ( القلق ) المرضي:
- ضعف الايمان بالله عز وجل ( وضعف التربية الايمانية المتكاملة ) .
- ضعف الثقة بالنفس وقلة الايجابية .
- ضعف التنشئة والتربية الاسرية .
- ضعف البيئة الخارجية من أصدقاء ومدرسة ومجتمع ووسائل اعلام
( والتي قد تكون من الوسائل الرئيسية التي تزرع وتغرس الخوف في
الافراد والمجتمعات " احدى وسائل الحرب النفسية " .



من اساليب التعامل مع القلق واستثماره ايجابيا :

1. التفويض المطلق :
ان تفوض امورك وشؤونك كلها لله سبحانه وتعالى وتتوكل عليه في دقائق
الامور وكبرياتها - بعد الاخذ بالاسباب المناسبة - ... ففي ذلك طمأنينة
وسكينة وراحة نفسية لا يدانيها شئ مما سواها
( واعلم ان الامة لو اجتمعوا عليك على أن يضروك بشئ لن يضروك الا
بشئ قد كتبه الله عليك ، وان الامة لو اجتمعوا لينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك )...

2. المواجهة المباشرة :
عندما تشعر بالقلق أو الخوف تجاه امر محدد ، بدد ذلك الخوف او القلق
بمواجهة الامر أو اجعله كأنه واقعا كي تقضي على الخوف من احتمال حدوثه
( واجه الامر مع نفسك كأنه حقيقة واقعة وابني استراتجيتك على الاحتمال
الاسوء وضع العلاج المناسب لذلك ومن ثم انطلق نحو الحياة من غير خوف أو قلق
او دون ان تجعل القلق والتوتر يسيطر عليك) . فلاتدع الانفعال يسيطر على
تفكيرك ووجدانك وكن متحكم في انفعالاتك من خلال المسك بزمام المبادرة ..

3. القلق المشروع :
استثمر القلق حينما ينتابك تجاه قضية او حادثة او امر معين ، في عمل ايجابي
وتحقيق فرصة نجاح وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس (ممكن زيادة التركيز والانتباه من
خلال استثمار القلق المسيطر عليه وتوجيه التفكير والانتباه نحو عمل ايجابي) فقد
وجد العلماء ان القلق المسيطر عليه يرفع مستوى التحفيز في الدماغ فيكون اكثر
قدرة على الادراك والتفكير.

4. ان تكون صاحب رسالة وعزيمة وارادة :
كن صاحب رسالة وهدف تسعى لتحقيقه ، وكن صاحب ارادة قوية ماضيه في تحقيق الغاية والهدف المرسوم في حياتك ولا تتردد - بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى - ، فالتردد مفتاح للقلق والخوف والتشاؤم ..

• اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فأن فساد الرأي ان تتردا

5. اجعل من المحنة منحة :
حيث يؤكد علماء النفس ان هناك مايسمى ب ( النمو بعد الصدمة ) حيث وجدوا ان
الصدمات والحوادث تجعل من اناس تعرضوا لها اصبحوا اكثر مرونة وثقة بالنفس

واعادوا ترتيب استراتيجياتهم واهدافهم .. الامر يعتمد على طريقة التفكير وطريقة
النظر الى الاحداث بشكل رئيسي .. قال تعالى ( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) .

6. الخوف الواجب المحمود :
ان ادراك حقيقية الحياة يعتبر المؤشر الرئيسي الذي يحدد توجهات الانسان وما يعتريه
من افكار ومشاعر وانفعالات ، فالحياة دار اختبار وابتلاء وتمحيص وهي محطة للوصول
الى دار القرار، فأما الى جنة عرضها السموات والارض او الى نار تلظى ترمي بشرر كالقصر ...
فالخوف الحقيقي هو الذي يتعدى الحياة الدنيا الى الاخرة فيكون القلب في وجل
وقلق وخوف واضطراب و في سؤال دائم عن مصيره ومأله !!! وهنا ستتلاشى عنده
مخاوفه الدنيوية ويستصغر ما يواجهه من احداث وهموم ومخاوف ويدرك ان
الدنيا ( لا تساوي جناح بعوضه ) ...
( احذر من ان تجعل القلق والخوف السلبي الدنيوي يقيدك ويمنعك ويشغلك عن هموم الاخرة ) .

7. يد الله مع الجماعة :
كن من الذين يؤون الى ثلة او جماعة تمنحك السند والرعاية والارتقاء وتذ...
بالاخرة وتهون عليك مصاعب ومتاعب الحياة الدنيا ، فأن الانسان بطبيعته لابد ان
يكون اجتماعيا ولا يمكن ان يحوز معاني الصحة السليمة دون ان يتمتع بعلاقات
اجتماعية ناجحة !! . فاختر صحبة صالحة تحز فلاح الدارين .


8. الرياضة النفسية :
قد تستصعب الخطوات اعلاه الا ان الله عز وجل بما اودع الانسان من امكانات
وطاقات ما يجعل المستحيل امرا واقعا ومن تلك الامكانات- الرياضة النفسية –
فكما ان للبدن رياضة فأن للنفس رياضة من خلال الصبر والمصابرة والمجاهدة
و الممارسة وقوة الارادة وبتكرار المحاولة تصبح عادة

وتذكر ( اللهم لا سهل الاما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا ) ..








المصدر : منتديات مجالس الوفاء :: مجلس مدونات الاعضاء - يوميات الاعضاء -