ذكاء الغراب
هذه أحدى القصص عن ذكاء الغراب رغم أن الناس تتشائم من رؤيته نظراً للونه الأسود ، وقد كان العرب في الجاهلية تتطير (( تتشائم )) من الغراب ، فإذا عزم أحدهم على الرحيل فطار أمامه غراب أو رأى غراب يطير في السماء ويحلق لم يرحل ويؤجل رحيله إلى وقت آخر لرؤيته الغراب يطير .
والغراب طائر أسود اللون ، يقتات على جيف الحيوانات النافقة ، وقد أشتهر بذكائه الخارق ، وأنه صعب المراس ، ولا يستطيع أحد أن يغريه أبداً مهما كان ذكياً ، وفي مرة من المرات جاء غراب عطشان يبحث عن ماء ليشرب ، فلم يجد بئر قريب ماءه ، ولا واد فيه ماء ، فوجد جرة بها ماء ولكن الجرة كبيرة الحجم والماء ضئيل بها ، وهو شديد العطش ، ففكر كيف يصل إلى الماء ، فمنقاره لا يستطيع الدخول إلى قعر الجرة ، لو كسر الجرة لضاع الماء منها دون أن يحصل على ما يسد رمقه ، ففكر وفكر حتى اهتدى إلى طريقة وهي أن يسقط حبات من الحجارة الصغيرة ويسمع بأذنه وصول الحجر في قعر الجرة ، ثم يدور حول الجرة لعل الحجر الذي أسقطه كبير قد كسر الجرة ، فيجد أن الجرة لم تكسر ، فيسقط الحجر ثم يدور حول الجرة ، ، فصار يسقط الحجر ثم الحجر ثم الحجر وهكذا ... حتى ارتفع الماء إلى أن وصل إلى منقاره فشرب حتى الارتواء ، وصار يصرخ ويغني من الفرح لحصوله على الماء .
وهذا هو ذكاء الغراب فهو عطشان ، لم يبقى بجانب الجرة ينتظر من يناوله الماء منها أو يفكر نيابة عنه ، أو تعجل في كسر الجرة فضاع الماء منها دون أن يحصل على مبتغاه منه ، بل فكر بنفسه بفكرة تجعله يحصل على ما يريد وبجهده وحيلته ، فهل نتعلم من الغراب ونفكر بعقلنا عندما تواجهنا الحياة بمواقفها العديدة ، نرجو ذلك .
وفي أمثالنا الشعبية هناك مثل يقول :-
((أنا هوين لين انراجيه يطبس ))
وقصة هذا المثل ، أن أم الغراب توصي فرخها الصغير فتقول له : خلي بالك من بني آدم فإذا رأيته ينزل على الأرض فهو سوف يلتقط حجراً ليرميك به ، فقال الفرخ لأمه : هل أنتظره حتى ينزل ، فأنا بمجرد أن أراه بدأ في النزول أو التحرك بطريقة مريبة سوف أطير فوراً ، فقالت الأم لفرخها لقد غلبتني ، من اليوم أنا لن أخاف عليك .
المصدر : منتديات مجالس الوفاء